عدد الابيات : 17
إن الكريم له في الناس تأثيرُ
هو العزيز ، ومن هم دونه العِيرُ
للذل قومٌ على أبشارهم ضُربوا
فاستعذبوا الذل ، إن الذل ديجور
ورُوّضوا ، فاستساغوا الذل مذ رضخوا
ولم يكن في نوايا القوم تغيير
وقبّلوا كفّ من بالقهر كَبّلهم
هو الحقيقة والدهما أساطير
كانت عصاه لهم إنْ رام تفرقة
وإنْ أراد لهم جمعاً فتصفير
حتى إذا سُلبتْ فحوى كرامتهم
ذل الشريفُ ، وأحْنته التدابير
وهاجم الكلُ مَن بالعز ذكّرهم
فزلزل العزمُ ، وانهدّ المغاوير
ورحّب القومُ بالخذلان ، فانحدروا
إلى الحضيض وقالوا: ذاك مسطور
كالثوْر أسلم للجزار هامته
طوْعَ البنان ، وأحنى جيده النِير
ذل الجميعُ ، فلا دينٌ يحرّكهم
ثم استكانوا ، فغاب العدلُ والنور
والآدمية ماتت في ترائبهم
وفتّ في عَضد الأحرار تثبير
كيف السبيلُ وقد ماتت ضمائرهم
ولم يعد عندهم إلا المعاذير؟
يا قومنا فاطرحوا عنكم تعللكم
حتى متى عن رحاب الوحي تأخير؟
حتى متى هجرة لدين خالقنا؟
حتى متى ظلمة سادت وتقصير؟
العَود أفضل يا قومِي ، فلا تهنوا
والتوب وفق كتاب الله مَيسور
فيم التقاعسُ ، والأيامُ جارية؟
ومَن يتبْ فبعفو الله مَقرور
1954
قصيدة