عدد الابيات : 38
مِن أمةٍ نحنُ تهوى العِز والظفرا
وحُق للفذ أن يهوى ، ويفتخرا
قد خصّنا اللهُ بالأمجاد لابسة
ثوبَ الفخار ، ومَن يقرأ فسوف يرى
مِن المحيط إلى الخليج سابقة
كل الأنام ، فلا رُجعى لأي ورا
ونسأل الله أن يُقيلَ عَثرتها
أرى المليك على ما قلتُ مُقتدرا
ونعبدُ الله رباً واحداً أحداً
مِن التراب جميعَ العالمين برا
جَل المهيمنُ مِن رب تدينُ له
خيرُ الخلائق ، تستهدي بما أمَرا
وبعد نتبعُ النبيَ دون هوىً
كذاك نتبعُ المنهاجَ والأثرا
ووفق سُنته نبدي تميّزنا
طوبى لمن بلباس السنة ائتزرا
ومنهج الحق شمسٌ في دياجرنا
وقد غدا كل مَن يحيا به قمرا
إنا نراه يقيناً مذهباً وسطاً
ونرتجي مِن ورا تطبيقه الظفرا
وإن سألت عن الأخلاق طيبة
وجدت معدنها في ساحنا نضِرا
والجرف تشهد ما (الوطنية) ابتكرتْ
مِن القواعد ، هيا استقرئوا الخبرا
طلابنا بسنا الأخلاق نشملهم
طال الزمان بنا في الدرس أو قصرا
ولا نملّ مِن الأفكار ننشرُها
فوق الرؤوس ، كمثل الغيثِ مُنهمرا
نريدُهم سادة ، بالعلم قد رفعوا
هامَ الكِرام ، تزفّ الخيرَ والبُشُرا
ولا نسفه ما يروون مِن قِصص
إنْ لم تكن تحتوي ذِكرى ولا عِبرا
ونجتبيهم ببذل النصح تربية
لقد يُقدّم هذا النصحُ مزدجرا
والقائمون على التعليم كوكبة
على الشروح عطاهم ليس مقتصرا
معلمون لهم في العلم خِبرتهم
يُجدّدون الرؤى والفكرَ والنظرا
لا يسأمون من التدريس ، مَطمحُهم
رضا الإله ، وأمسى الأمرُ مُشتهرا
سِيّان عندهمُ مَن صدّ منحتهم
ومَن لمَا بذلوا مِن مِنحة شكرا
وللريادة في التوجيه فلسفة
تأثيرُها في ضيا تدريسنا ظهرا
ومَن يُضاهي بما أروي أساتذة
لكَم روت ألسنٌ عن حزمهم سِيَرا
ونحن نبذل عن حب نشاركُهم
هَمّ التميز يفري الجهدَ والسهرا
ومَن يُضارعُ في التنويع مَنهجهم
هم الصرامة تحوي اللينَ والسَمَرا
كم اختلفنا ، ولم تذهبْ أخوتنا
ثم اتفقنا ، وبات الكَسر مُنجبرا
كلٌ يريدُ لهذا الصرح رِفعته
ويشتهي أن يرى الأداء مزدهرا
هذا التفاني لأجل الله نبذله
والله ناصر مَن بأمره ائتمرا
وكم بدت (هيئة التدريس) باذلة
أحلى الجهود ، فهُم مِن أكرم النصَرا
ولا أزكي – على الرحمن – من أحدٍ
إني لأحسبهم – على الهُدى زمرا
بهم جميعاً سمت في (الجرف) مدرسة
و(الاعتماد) دليلٌ فوق ما ذكِرا
وبـ (التميز) حُزنا خيرَ جائزةٍ
على الجميع ، وعاد الصرحُ منتصرا
أولمبيادُ العلوم اجتاز سُلمَه
أبناؤنا بعدما تسنموا الخطرا
وحققوا الفوز في (القرآن) يغبطهم
مَن غاب عنهم ومن عن رغبةٍ حضرا
وفي (حديث رسول الله) ما انهزموا
شأن الذي عن بلوغ القمّة اعتذرا
وفي (الخطابة) نالوا مركزا عَبقاً
يفوحُ منه عبيرُ الورد إن نثِرا
تقبّل الله منهم كل ما بذلوا
وخصّهم بالعطا لم يؤته بشرا
1954
قصيدة