عدد الابيات : 26
لقد ناءت بأفرعُها الورودُ
وبات الجذر يكويه الصدودُ
وبات القوم في حال كئيب
وعانى من رزاياه الوجود
ومجدٌ ضاع ، لم نحزن عليهِ
وأذهب ريحَنا فينا القعود
وأضللنا الورى ، كنا زيوفاً
وأقصتنا عن الحق النقود
تفتحتِ الدنا يوماً علينا
وإنا – للشياطين الجنود
وأخرجتِ البسيطة كل خير
وقوتُ الحُر يأكله العبيد
خمدنا في الدروب ، وما نهضنا
وفرّق شملنا هذا الخمود
صددنا الناس عن خير وجُلى
فأودى بالجهابذة الصدود
وقد كنا أساتذة البرايا
كبيراً بيننا كان الوليد
وكنا سادة الأكوان يوماً
وإنا في الورى حقاً أسود
صنعنا مجدنا بالدين صدقاً
وتشهد بالذي قلت الشهود
تلونا الذكر لم نرهب عدواً
لنا بالحق صدع لا يحيد
وقد قدْنا الورى زمناً طويلاً
وليس بسيدٍ مَن لا يقود
ولم تُفقأ لنا في الحق عينٌ
وكيف يقض مضجعنا وئيد؟
وسُسْنا ، لم نكن يوماً عبيداً
ولم تقصف شهامتَنا رعود
وأدّبنا الأنام بما لدينا
من القرآن نتلو ، بل نسود
وخلف الظهر ألقينا الأماني
لنا في الجد إخلاصٌ شديد
وأسأل ما دهانا اليوم حقاً
وقد عُبدت شخوصٌ ، بل لحود
ونجمٌ للحنيفة قد قلانا
وأمسينا يُغشينا الشرود
جذور الوهم ماذا يا صديقي؟
أعرقل سيرنا الجهل البليد؟
أصول الجذر بدّدها هزالٌ
وعانت من تخاذلنا العهود
وتُهنا من تلكئِنا خزايا
وفلتْ بأسَنا هذه الحدود
فلا الأخلاقُ ترضى ما فعلنا
ولا يرضى عن الوزر الحميد
وأفصحنا كثيراً عن مُرادٍ
ولم تبلغ يميناً – ما نريد
جذور الوهم أعمتنا ، فضعنا
وليس لضائع أبداً صعود
ونضرب في حضيض التيه عمداً
وفي الأوحال مُرّغتِ الخدود
1954
قصيدة