عدد الابيات : 16
ضَاقَ الجْمِيلُ بِمَا الأَنْذَالُ قَدْ فَعَلُوا
وَضَجَّ مِمَّا أَتَى الحُثَالَةُ السَّفَلُ
إِنِّي أُسَائِلُ مَنْ حَادُوا وَمَن جَحَدُوا
فَضلَ الكِرَامِ الأُلَى لِلْخَيرِ قَدْ عَمِلُوا
يا جَاحِدُونَ أَجِيبُوا عَنْ مُسَاءَلَتِي
فِيمَ الجْحُودُ ، وَهُم لِنَفْعِكُمْ بَذَلُوا؟
هُمُ الكِرَامُ ، وَأَنْتُم رَهنُ خِسَّتِكُم
لأَنَّهُمْ بِشَذَى المَعْرُوفِ مَا بَخِلُوا
كَمْ أَغْدَقُوا الخَيرَ فَوْقَ العِيرِ مُبْتَشرًا
وَذِي جَمَائِلُهُم تَشْكُو وَتَبتَهِلُ!
إِذْ قُوبِلَتْ بِلَظَى النُّكْرَانِ يحرقها
وَمُنْكِرُ الفَضْلِ مِنْ بَينِ الغُثَا رَجُلُ
طَاشَتْ مَوَازِينُ أَقْوَامٍ بِمَا كَسَبُوا
فَلَمْ يعُدْ فِي الوَرَى يوْمًا لَهَا ثِقَلُ
حَتَّى رَأَيتُ الجْمِيلَ العَذْبَ مُكْتَئِبًا
وَكَانَ بِالأمْسِ يشْدُو عِنْدَهُ الغَزَلُ
أَسْدَيتُهُ أَبْتَغِي وَجْهَ المَلِيكِ ، وَلَمْ
أُرِدْ سِوَاهُ ، لِذَا سَمَا بِيَ الأَمَلُ
فَمَا نَدِمْتُ ، وَلا وَبَّخْتُ مَنْ عَقَرُوا
رُوْحَ الوِدَادِ ، ولا قَرَّعْتُ مَنْ خَذَلُوا
وَلا أَلُومُ الأُلَى بَاعُوا عَلاقَتنَا
فَاللَّومُ يُطْغِي الأُلَى فِي جَدِّهِمْ هَزَلُوا
أَنَا المَلُومُ ، وَأَسْتَحِقُّ مَا ارْتَكَبُوا
وَيُضْرَبُ الآنَ بِي فِي الخَيبَةِ المَثَلُ
كَيفَ انْخَدَعْتُ بِأَلْفَاظٍ مُنَمَّقَةٍ
فِيهَا النِّفَاقُ غَدَا تَذُرُّهُ الجُمَلُ؟
أَحْسَنْتُ ظَنِّي بِهِمْ ، وَهُمْ دَهَاقِنَةٌ
يشْقَى الفُؤَادُ بِهِم ، وَتَكْثُرُ العِلَلُ
رَبَّاهُ عَوِّضْ طَعِينًا فِي صَحَابَتِهِ
يا مَنْ عَلَيهِ بِكُلِّ العَزْمِ أَتَّكِلُ
1954
قصيدة