شرح البيت:
البيت يقول:
فَكَأَنَّهُ وَالطَعنُ مِن قُدّامِهِ
مُتَخَوِّفٌ مِن خَلفِهِ أَن يُطعَنا
يتحدث الشاعر هنا عن فارس أو محارب في ميدان المعركة، يصفه بأنه شجاع للغاية لدرجة أنه لا يخشى الطعنات التي تأتي من أمامه، بل يتصرف وكأن الخطر الأكبر يأتي من خلفه. هذا يوحي بشدة يقظته وحذره، حتى عندما يواجه الخطر مباشرة، فهو في حالة استعداد دائم لأي هجوم غير متوقع.
الفنون البلاغية في البيت:
التشبيه التمثيلي:
الشطر الأول: "فَكَأَنَّهُ وَالطَعنُ مِن قُدّامِهِ"، يشبه المحارب بحالة يقينية قائمة على شجاعة فائقة، يتجاهل الخطر الواضح أمامه.
الشطر الثاني: "مُتَخَوِّفٌ مِن خَلفِهِ أَن يُطعَنا"، تصوير لحالة الحذر الشديد واليقظة، مما يجعل هذا التشبيه أقرب إلى تشبيه تمثيلي يجمع صورتين متضادتين: الشجاعة أمام الخطر المباشر والخوف من الخطر غير المرئي.
الطباق:
بين "قُدّامِهِ" و"خَلفِهِ"، حيث يُبرز التباين بين اتجاهي المواجهة والخطر، مما يعمق التأثير.
الكناية:
"مُتَخَوِّفٌ مِن خَلفِهِ أَن يُطعَنا" كناية عن شدة الحذر والترقب، وهو أمر متوقع من فارس محنك.
التجسيد (الشخصنة):
يُجسد الطعن كأنه كائن حاضر وفاعل يهدد المحارب من الأمام والخلف، مما يضفي حيوية على المشهد.
الجناس:
بين "الطَعنُ" و"يُطعَنا"، وهذا يُضفي إيقاعاً لفظياً ويقوي أثر المعنى.
المفارقة:
الشجاعة أمام الخطر المباشر والحذر من الخطر غير المباشر يخلقان مفارقة مثيرة للاهتمام، تُظهر عظمة المحارب في تعامله مع التحديات.
أثر الصورة البلاغية:
البيت يصور المحارب كشخصية متفردة في شجاعتها وذكائها، يجمع بين الجرأة التي تجعله يواجه الطعنات أمامه دون خوف، والحذر الذي يجعله يتوقع المخاطر غير المرئية. هذه الصورة تعبر عن توازن مثالي بين الشجاعة والحذر، وهي إحدى صفات المحارب المثالي في الشعر العربي.
احمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكوفي الكندي ابو الطيب المتنبي.(303هـ-354هـ/915م-965م) الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. له الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وفي علماء الأدب من ...