الحرصُ يرتصد النفوس ، فخلهِ

ودع الحريصَ ، ولا تكن من أهلهِ

واعلم بأن مَراره لا ينقضي

والعلقمُ البريّ بعض نباله

ما إن يحلّ بقلب عبدٍ مُخبتٍ

حتى يُصوّب رمحه في أصله

ويُحيله – خلف السراب مشتتاً

ويظل يأكل في بهي جماله

إن الحريص يموت ألفي مرةٍ

فالدرهم الفضي قيّمُ عقله

وله انفعالٌ للدريهم مذهلٌ

ويبيتُ يحلم في سنا أطلاله

ولقد يُقاطعُ في الدراهم خِله

ويزيدُ للدينار كُلفة وصله

والحرصُ داءٌ لا سبيل لوصفه

داءُ النفوس ، فحتفها من فعله

يأتي على نور القلوب ، فيجتني

روحَ الثبات ، فتغرقنْ في ذله

فاحرصْ على تقوى المليك ولا تكنْ

عبد الدراهم مَن يموت بغِله

إذ ما خلِقتَ لجمع مال في الدنا

ذو المال يقتله دجى أمواله

وعبادة الرحمن غاية عيشنا

معبودُنا القيومُ ليس كمثله

كم من حريص جمّع الأموال في

هذي الدنا موفورة لعياله

ثم انتهى للقبر يُسأل وحده

عما جناه من الحرام وحِله

مِن أجل ذلك لا تبعْ أخراك بالـ

ـدنيا ، وفكرْ في الحساب وسُؤله