الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » الحقيقة لا يحدها قبر!

عدد الابيات : 26

طباعة

خادعِ الدنيا ، وخطط ، واستترْ

واهجر الخوفَ ملياً والحذرْ

واختبئْ إن شئت في جوف الثرى

وامش تحت الرمل أو خلف الحجر

واركب الموجَ إذا البحرُ سجا

أو إلى القاع ، إذا شئت انحدر

أو تترسْ – بالدُروعِ جُنة

ثم حاول جاهداً أن تنتصر

والبس الزيفَ ، وسرْ نحو الخفا

وامحُ مِن قاموسك اليوم الخطر

واغتنمْ عذبَ السجايا والمُنى

إنما الآمالُ تودِي بالضجر

وامض في الليل وحيداً زادُه

هدأة الليل بها يحلو السهر

أو ترنمْ في السماء طائراً

غرّه الريشُ ، فغالى في السفر

هل تظن الحق يطويه الفنا

إن تغشتْه البلاوي والغِير؟

واهمٌ أنت يُناغيك الهوى

قلّبِ الأمر ، وناظرْ ، وافتكر

صاحبُ الأموال أعطى راضياً

رافعاً عنك الرزايا والضرر

ضارباً في الجود أسمى مثل

وأسأل الناسَ تُوافى بالسِيَر

باذلاً ما تشتهي من أنعُمٍ

وأسأل العُمال ، واستقص الخبر

لم يُقصّرْ في الذي أوليته

لم يُقبّحْ ، أو يَثُرْ ، أو ينتهر

لم يُذقك الويلَ ، فاشهدْ ، واعترفْ

واتركِ اللؤمَ ، ودعْ عنك الدَبر

فلماذا اليوم أهدرت الدما

مثلما يفعلُ أوباشُ الغجر؟

مُوغِلاً في الظلم إيغالَ الذي

شذ في الإجرام ، عن أعتى البَشر

عالمُ الغابات لا يرضى بما

جئت مِن أمر رهيب مُحتقر

تُزهقُ الروحَ ، وتُردي جسمَها

هل تتلمذت على أيدي التتر؟

وتُواري جُثة إنسانها

ودّع الدنيا ، فقد وافى العمُر

ظافراً بالمال مُختالاً به

وي كأنّ الوغدَ بالمال – انبهر

ثم جابَ الأرضَ توّاقاً إلى

مَهرب أو مَلجأ ، كي يستتر

لكن الحق تجلى فجأة

وقضاءُ الله وافى بالقدر

والقِصاصُ العدلُ في ساح القضا

فأجأ الكل بحُكمٍ يُنتظر

يُقتل القاتلُ ، هذي شِرعة

سَنها ربّ مليكٌ مُقتدر

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1954

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة