عدد الابيات : 42

طباعة

أزالوا جنّتي ونفَوْا طُيوري 

فخارتْ بيتَها وبكتْ هُمومي

ومدُّوني وقد أهدَوا عُيوني 

بماءٍ لاثهُ سِلْمُ الخُصومِ

وإذ رَحَضُوا بمائي سلْسبيلا 

فقد نهَكَ الكُلى شربُ السُّمومِ

وضاءتْ خيْمتي فكبا خياليْ 

وضاءَ جوارُها فخَبتْ نُجومي

وما ليْ بعد خيلي منْ رسولٍ 

وما ليْ بعدَ نجميْ من كليمِ

وأجرَوا شارعًا في الدّارِ حتّى 

استحالَ البيتُ بيتًا للعُمومِ

وهدُّوا مسجدِي العمريَّ حتّى 

يُقيموا متحفًا باسمِ الزّعيمِ

وظنُّوا عُقدتي في نهجِ جدِّي 

وسيرتهِ ومنطقهِ القويمِ

فأُشبِعتِ المناهجُ بالحقوقِ 

الّتي كُتبتْ بخطّ يدِ الرّجيمِ

وأُبدِلتِ الشّريعةُ بانتماءٍ 

لإنسانيّةِ الغربِ الرّحيمِ!

وصار الفتحُ غزوًا واحتلالًا 

وأُخرجَ صحبُ طه منَ النّعيمِ

وقيسَ اللهُ في فصلِ الحُجومِ 

وأُلّهتِ الطّبيعةُ في العُلومِ

وما بخلوا على الزّهراءِ إذْ صُوْ 

وِرتْ بال “جينزِ" وال "كعبِ الحريميْ"

أما وقدِ ارتقتْ بنتُ الكريمِ 

فهيّا اخْلعْنَ ما فوقَ الجُسومِ

فإن جسومَكُنّ بلا هدومِ 

عليها نُصَّ في العهدِ القديمِ

ولا تنجِبنَ أطفالًا ليبقىْ 

القوامُ مهفهفًا سهلًا كريمِ

وما تحتجْنَ من عقدٍ عقيمِ 

به تُمسينَ طوعَ فتىً عديمِ؟!

بملهىً قيل مدرسة أقامو 

هُ دفعًا للنموّ المُستديمِ

وأُمِّمت الصِّحاحُ فلمْ يعُدْ شرْ 

حُها حكرًا على الرّجلِ العليمِ

وجُرّمتِ الملاحمُ باعتذارٍ 

لأقباطٍ وسُريانٍ ورومِ

وجُرّمَ خالدٌ وبن زيادٍ 

وعكرمةٌ وقعقاعُ تميمِ

وسُمّي طهَ أوّلَ داعشيٍّ 

ودينُ اللهِ بالوحشِ النّهيمِ

ودِيْنَ الخضرُ في بُطلانهم ذنْـ 

بهُ قتلُ الفتى دونَ جُرومِ

وذو القرنينِ في القيدِ انتظارًا 

كذلكَ حالُ أصحابِ الرّقيمِ

وطالَ المدحُ جالوتَ انتصارًا 

لأصلٍ أصلهُ أصلُ الجحيمِ

ونالَ الذمُّ هارونَ امتثالًا 

لقاهرِهمْ حبيبِ "رَعِ العظيمِ"!

بإعلامٍ يموّلُه غروبٌ 

يؤرقّهُ شروقٌ في قدومِ

وقُبّحتِ الجميلةُ من قِباحٍ 

إذا نطَقتْ بقافٍ أوْ بجيمِ

وسمَّوْا كلَّ فاطمةٍ بفيفي 

كذلكَ كلَّ شيماءٍ بميمي

ببلداتٍ يقاسُ الحُسْنُ فيها 

بما حوتِ النُّهودُ من شحومِ

وجاءوا بالغرابِ مغنّيًا كيْ 

يكفَّ عنِ الغِنا عبدُ الحليمِ

وما عادَ اليتيمُ مغنّي النا 

سِ مذْ أمْسَى يُغنّي للنّجومِ

وضمُّوا بلدَتي لمدينةٍ إنْ 

تزُرْها خلتَ أنّكَ في سَدومِ

كأنّ الدّهرَ ألقاها علينا 

وقد ضاقتْ بها نفسُ القديم

فآواها زمانُ بني نضيرٍ 

وخَصَّ بها يساريي الغريمِ

فألبسها اليسارُ ثيابَ أمٍّ 

فلسطينيةٍ نُسبتْ لرومِ

وجاءوها بأولادٍ تلقَّوْا 

علومَ العُهرِ في دُولِ الجَحيمِ

فعادتْ مجمعًا للعُهرِ يُكنىْ 

لُواطيُّوهُ عدوانًا بميمِ

وما أبقَوْا من الأيّامِ إلّا 

سويعاتٍ لتسليةِ القُدومِ

وما أبقوْا من الأجدادِ إلّا 

جُحا واللصَّ في الشّهرِ الكريمِ

وما أبقوا من الإسلامِ إلّا 

حكاياتٍ تُقدّمُ في رُسومِ

وما أبقَوا من الفُصحى سوى اسمٍ 

على غُلُفٍ ومخطوطٍ قديمِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أسامة محمد زامل

أسامة محمد زامل

102

قصيدة

اسامة ,محمد صالح, زامل ، شاعر فلسطيني غزيّ من مواليد مدينة حمص في سورية، حيث ولد في العام 1974، انتقل مع أسرته للعيش في غزة في أواسط ثمانينيات القرن الماضي، وفي العام 1992 أنتقل للعيش في مدين

المزيد عن أسامة محمد زامل

أضف شرح او معلومة