ارحمْ ضحاياك ، عز الكيدُ والثارُ

يا ظالماً ما له – في الناس أغرارُ

مازلت تنقِم في سر وفي علن

حتى قلاك الورى والحِينُ والدار

مازلت تنفثُ سُماً لا يقاومه

جسمٌ قويٌ – على الأمراض جبار

مازلت تطعنُ في الأعراض منتقماً

ولم يردك عما خضت إنكار

مازلت تختال في زهو وفي صلفٍ

كأنما أنت – فوق الأرض دَيار

مازلت توقع بين الناس دون حيا

حتى جفا غيّبٌ منهم وحُضّار

مازلت تخترع الأسباب واهية

وكم أعانك مَن في غيّهم ساروا

مازلت تشعل نار الحرب ساعرة

وذات يوم ستكوي الظالمَ النار

يوماً تدور على الطاغي دوائره

فلا تكون عذاباتٌ ولا ثار

إن (الكومودو) إذا ما عض مشتفياً

حتى تصيب ضحايا العض أوضار

وبعدُ ينتشر السم الذعاف ، فلا

يبقى معاشٌ له الحياة إشعار

فتلك سُنة رب الناس علمها

ذاك (الكومودو) ، فلا يُلام كرار

ولا يعد ظلوماً في تفننه

فالاصطيادُ له حدسٌ وأفكار

وذاك مطعمه في غابةٍ زخرتْ

بالطير والوعل كم في الغاب أسرار

إن يفترسْ يحي مزهواً بصحته

بين الأوابد ، والصيادُ مكار

يعض ثم يُنيل الصيد فرصته

يبقى القوي ، وللقانون أنصار

في عالم الغاب لا حياة للضعفا

لا الوعل يبقى ولا المِعزى ولا الفار

وتلك حكمة ربي في عوالمه

تُبدي الأوابد ما تخفيه أوكار

 كومودو ماذا ترى فيما ظفرت به

من المكائد فيها الأذكيا حاروا؟

ماذا أفادك من ظلم تقارفه

فيه لمن ظلموا أذىً وأخطار؟

أما استحيت من البلاء تنثره

فوق الخلائق مَن على الهُدى غاروا؟

أقصرْ فكلٌ سيشكو ضعف قوته

لربه ، ومليكُ الناس قهار

وللدعاء إذا عاينت صولته

إن جن ليلٌ ، وإن غالته أسحار

تنام أنت قريرَ البال مبتسماً

ودمعُ مَن ظلِموا يا وغد مغزار

يُغلفون بدمع العين دعوتهم

وللدعاء تباريحٌ وأسرار

والله ناصر مَن ذلوا ومَن ظلِموا

نصراً مبينا ، إذا ما عز أنصار

لو بعد حين ، ووعدُ الله مرتصدٌ

وبالعقاب ستأتي الظلمَ أقدار

في موعدٍ ربنا الجبار حدده

وليس تُقبل إما حان أعذار

وأسأل الله أن أراك متصفاً

بالعدل لا تقتفي نهج الألى جاروا

فإن تكن هكذا للمنتهى أبداً

وكل ظلم له عُقبى وأوزار

فأسأل اللهَ أن يُوليك نِقمته

فلا يُعاني الذي تأتيه أخيار