الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » رسالة إلى فنانةٍ معتزلة! (ادعي للتوحيد)

عدد الابيات : 55

طباعة

رويدكِ ، واقتفي أثرَ الدعاةِ

وخلِّي عنكِ مُرَّ الذكرياتِ

ألا ولتفقي الإسلام فقهاً

يُعينك في مواجهة الحياة

وبَعدُ عِظِي جميعَ الناس وعظاً

إذا انتفعوا ببارقة العِظات

هَبيهم منكِ ما ملوا ، فكوني

على حذر من العِير الغُفاة

ولا تستكثري منهم نفوراً

فكم نفرتْ أحاسيسُ القُساة

وإن جاؤوكِ تسبقًهم خطاهم

ففيهم بعضُ أجلافٍ جُفاة

هو الإعراضُ مَوئِلُ كل فظٍ

ومهبط جوقة السوء العُتاة

هو الإعراض يطعنُ كل ذكرى

ويُخرسُ بَوحَ ألسنة الدعاة

هو الإعراض يُهدرُ كل وعظ

ويَغمرُ بالفسوق رؤى العُصاة

هو الإعراضُ يَحرق من تدنى

ويُردي مَن غوى بالمُحْدثات

لذا فلتجعلي التوحيد زاداً

به تَنحل كل المُعضلات

ألا واسترشدي كيلا تزلَّي

وحتى تُدركي أرج الثبات

فبالتوحيد يسهُل كل صعب

ويَذهب شؤمُ كل السيئات

وبالتوحيد تنتصر المعالي

بأعظم ما يُرى من تضحيات

وبالتوحيد تنقشع الدنايا

ويَهوَى الناسُ فعلَ الطيبات

وبالتوحيد يُمحى كل عار

وفي التاريخ أرجى البينات

وبالتوحيد يسمو كل خير

ويأتي الناس أحلى المَكرُمات

وبالتوحيد نقهر كل وغدٍ

فلا يبقى أمام الحق عات

وبالتوحيد تندحر المخازي

وما قد ساد من شرع الطغاة

وبالتوحيد نُدرك مبتغانا

ويُدركنا جميلُ الأمنيات

وبالتوحيد نهزم كل شر

ويقلونا رهيبُ العائدات

وبالتوحيد نبلغ كل عِز

ونملك كل أسباب النجاةِ

وبالتوحيد نَطرد كل غاز

ونُبطل سحر أوباش غُزاة

ألا فلتدرسي إن رمتِ خيراً

نصحتُك ، فافقهي عني وصاتي

إذا صَلُحتْ عقيدة أهل حي

لساد الخير في كل الجهات

وإن فسدتْ عقيدتهم تردَوْا

وهانوا ، واستساغوا المُوبقات

أراكِ دخلتِ من باب صغير

وآثرتِ النصيحة للغواة

وأشكر ما بذلتِ بكل صدق

وهذا سمتُ كلِّ الخيرات

وربي قد هداكِ لخير دين

وخصَّك باعتدال المؤمنات

فودعتِ الذي قارفت جهلاً

وطيشاً من قبيل التُّرَّهات

وخصكِ ربنا بالخير قطعاً

فسرتِ على خطى المتبتلات

وطلقتِ الفنون بدون عَوْدٍ

ومهما ضاعفوا في المغريات

لذا رفقاً بدعوة مَن تولى

وأوغل في دياجير المَوات

ألا ولتذكري ما كنتِ فيه

قُبيل سلوكِ درب التائبات

لذا فلترفقي ، ولتعذريهم

وخصّيهم ببعض تأملات

فنُصْبَ الأعين الأفلامُ تترى

تُريهم ما أتيتِ بلا افتئات

تُريهم ما ارتكبتِ من انحرافٍ

كأنك كنتِ إحدى الداعرات

تُريهم ماضياً مُراً حقيراً

به قد كنتِ أشقى العاهرات

وهذا قَولهم ، وبلا افتراءٍ

وأمسَوْا في الخصومة كالقضاةِ

فكلٌّ يُصدر الأحكام قسراً

وروّج قولُهم للشائعات

فزادوا في التخرُّص والتعدي

وطعنُ العِرض من أخزى الأذاة

وأفلامٌ تُداول ، شجعتهم

كمثل شِباكِ صَيْدٍ مُلقيات

تُصدق ما يُروِّج من دعاوى

وحولك كم تَخُطُّ الدائرات

وأغراهم رضوخك للتعري

بأفلام تُحاكي الراقصات

نعم ولَّت ، ولكن محتواها

يُداول ، لم يُجاوز من قناة

لذا فلتأخذي التوحيد درباً

وهيا استرشدي بالداعيات

لكي تستأصلي أسسَ الخطايا

وتحظَيْ باحترام المُحصنات

وتُثمر دعوةٌ نَشرتْ شذاها

وشدّتْ أزرَ كل المُقبلات

وبَصَّرتِ البنين بكل رُشدٍ

وبيَّنَتِ المعالمَ للبنات

وقدَّرها المؤيّد والمُعادي

وقوَّتْها جموعُ الفُضليات

وأختمُ بالدعاء جميلَ نُصحي

أعِنْ يا رب كل العائدات

وثبِّتهن ، واغفر كل ذنب

وحققْ بالمتاب المُعجزات

أتينَكَ يبتغين العفو ، فاصفح

وسامحْ هؤلاء النادمات

إذا لم تستجبْ إلا لفُضلى

فمَنْ يا رب مَن للمُجرمات؟

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1954

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة