الديوان » لبنان » أحمد فارس الشدياق » أو ما كفاني اليوم طول تناء

عدد الابيات : 47

طباعة

أو ما كفاني اليوم طول تناء

عمن أحب ولات حين لقاء

يا راحلين وفي الفؤاد مقامهم

كم ذا أقول سكنتم أحشائي

ولكم أعاتب سوء حظي فيكم

لكن دهري لا يجيب ندائي

سافرتم للبرء مما نالكم

فمتى يكون بقربكم إبرائي

ومتى يتيح لي الزمان لقاءكم

ويكف كف البين عن إيذائي

شرقتم فأنا بغُصَّة غربتي

في الغرب ذو شرق وذو أشجاء

يا من يرق لذي جراحٍ مدنفٍ

أنا ذو الجراح ملازم الأدواء

فصفن لي ما أنت واصفه لمن

أشفى وكن فطناً إلى الأشفاء

لا يغررنَّك ما ترى من بزَّتي

تحت القشيب طهامل الأعضاء

أنا والذي يحيي ويفنى لست في ال

هلكي أعدّ ولا مع الأحياء

أنا إن سلت عني الأحبة لم أكن

أسلوهم في البؤس والضراء

إني على ما بي أرقّ لعاشق

مثلي وإن هو كان من أعدائي

ما البعد يخمد نار شوقي إنما

بُعد الغزالة علة الإحماء

ما أن يحل حشاشتي من بعدهم

حب وليس يحلّ نسخ وفائي

حال الورى طُرّاً تحول وحالتي

هي ما ترى في غدوتي ومسائي

الدمع موقوف على جريانه

والعين مُعفاة من الإغفاء

وأرى الذي مثلي بكى من فرقة

مع من مناه بعده ببكاء

عجباً لدهري لم يزل بي مُبْصراً

وضناي واراني عن الرقباء

عجباً لدمعي مدنفي استحمامه

والناس يشفيهم حميم الماء

عجباً لعمري كيف طال من النوى

والأرض ضاقت عن مدار رجائي

عجباً لليل الناس يسرع صبحه

وصباح ليلي دائم الإبطاء

تبنى الرجاء خواطري فيه على

أسّ المحال فبئس أسّ بناء

ويخيّل الشوق المقيم بأضلعي

لي أنني مغف وهم ضجعائي

حتى إذا أصبحت بانت إنها

لي لم تكن إلاّ حبال هباء

يا أهل ودي ليس من داء لكم

عدوى فعودوا وائمنوا من دائي

سقمي من الطرف السقيم ومنحليال

خصر النحيل عداكم أعدائي

ما إن أكلفكم سوى ذكر اسم من

أهوى فحسبي ذاك عن أسماء

لو كان يجدي الفال كنت اليوم من

أحظى الأنام وأسعد السعداء

إذ كل غاد باسمهم متفوّه

أم ذاك وسواس الهوى الغواء

أم بعض ما ذا الوجد يوجد أنه

يُلهي بمعدوم من الأشياء

يا ليت قلب الناس لي أو جدَّهم

إن عزّ طعن فالتزم عزاء

أوليت أحبابي بما بي قد دروا

فيسارعوا شفقا إلى أنجائي

حاشاهم إن يهجروا كلفاً بهم

يكفيه ما يلقي من الإقصاء

ومع النوى يرى النوى سهلاً كما

أن الدنوّ مع الجفاء تناء

لهفي على زمن تولى وانقضى

معه السرور لديهم وهنائي

فلأي بث بعدها ورزيئة

أبقتني الأيام شرّ بقاء

كيف التصبر للفراق وما ترى

عيني شبيههم من الأرناء

إن أشك لم أجد امرءا لي مشاكياً

وشماتة المشكين شرّ بلاء

وإذا سكت توهم السلوان بي الـ

ـرائي وذلك دون فعل الرائي

يا ليت شعري ما أمال أحبتي

عني من التحذير والإغراء

بخلوا عليَّ بنفحة من فيهم

تأتي الصبا نحوي بها لشفائي

إن أستمر حديد قلبهم على

نار الهوى بي لم يلن لدعائي

فلعلهم وجدوا علي ملامة

فأرتهم الحسنى من الأسواء

هبني أسأت فها أنا مستغفر

والعفو مأمول من الكرماء

بُرْئي عليهم هين وهو الرضى

سيّان فيه من دنا والنائي

إن لم يصرح فيه قول فلينب

إضمار ذكر عنه فهو كفائي

إني بحسن القصد منكم قانع

ولئن يكن قد فاتني إرضائي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد فارس الشدياق

avatar

أحمد فارس الشدياق حساب موثق

لبنان

poet-ahmad-faris-alshidyaq@

207

قصيدة

65

متابعين

أحمد فارس بن يوسف بن منصور الشدياق. صحفي لبناني من مواليد سنة 1804م،في قرية عشقوت (بلبنان)،وأبواه مسيحيان مارونيان سمياه فارساً عالم باللغة والأدب، ورحل إلى مصر فتلقى الأدب من علمائها، ...

المزيد عن أحمد فارس الشدياق

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة