عدد الابيات : 28

طباعة

إيهِ أمّ البنين يا ذي الأصيلة

كم طرقتِ للخير درباً وحِيلة

كم بذلتِ المعروفَ في كل وادٍ

وإلى الرحمن ابتغيتِ الوسيلة

كم شفعتِ للمذنبين احتساباً

دون مَنّ ، فالمنّ بئس الرذيلة

كم تفضلتِ ، والأنام شهودٌ

والعطاءُ والجودُ نعم الفضيلة

وابنُ قيس أتاكِ يُغضي حياءً

يتقي أن يُغتال غدراً وغيلة

نفسه جزعى ، والفؤادُ أسيفٌ

والرهينُ تبكي عليه القبيلة

قصد ابن (الطيّار) يرجو نجاة

مِن حِمام يدنو ، وبلوى ثقيلة

قال: عُذراً ، فالأمرُ أكبرُ مني

إن عُقبى الدفاع عنك وبيلة

لكنِ اسأل (أم البنين) ، وأبشرْ

مثلُ هذي في المعضلات أصيلة

لم تعُقها عن السجايا حُدودٌ

وأراها عند الملوك بجيلة

صاح فاكتب ما تشتهيه إليها

إنها بالمطلوب منها كفيلة

لا تسوّفْ ، فالموتُ خلفك يعدو

والمنايا تسعى إليك عجولة

يا ابن قيس أنقذ من الموت نفساً

دون شكٍ نجاتها مستحيلة

فاستجاب (العُبيدُ) ، واختط نصاً

فيه فحوى تسبي العقول جميلة

في ثنايا السطور خوفٌ تبدّى

والتباريحُ بالدموع بليلة

فاستشاطتْ (أم البنين) اغتياظاً

عندما ساق (الحضرميّ) دليله

فاستعدّت للصدع دون اكتراثٍ

مثلُ هذي تحيا بنفس بسيلة

لا تخافُ قهر الرجال بتاتاً

ولها إن ساد الجدال بطولة

وتلاحي عن كل مظلوم قوم

نفسُه مما يعتريها ذليلة

جاءتِ القصرَ لابن مروانَ عجلى

تبتغى تهييج السجايا النبيلة

قال: إلا في (ابن الرقيّات) طبعاً

قاطعت: الاستثناءات أشقى حسيلة

فإذا باللطم الذي طال خداً

وإذا بالأحزان تدْمي الأثيلة

ألجمتها هذي الطريقة حتى

سربلتها إطراقة مستطيلة

ثم دفّ قلبُ الخليفة رفقاً

واعتذاراً لذي الحَصان الجليلة

قائلاً: قد قبلتُ سؤلك طوعاً

في (ابن قيس) مادمتِ أنتِ الوكيلة

آمنٌ من سيفي ، ومِن كل جندِي

فليكذبْ بالشائعات الدخيلة

بشّريهِ أني عفوتُ احتراماً

للتي باحت بالخِصال الجميلة

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1954

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة