ترهلتَ حتى طواك العطبْ

وكم ذا نُصِحتَ ولم تستجبْ

وأسرفتَ في الهزل مستهتراً

وسِرتَ الذليل وراء الطرب

لظى الموبقات عليك طغى

وفي الدرب قد سربلتك الحُجُب

وأحرق عزمك جمرُ الهوى

وأسكنك العشقُ جوفَ الريب

وأرضكَ بعتَ لمُحتلها

فكيف تبيعُ لمن قد سَلب؟

وشرعة ربك عطلتها

ألست تفكر ، أو تحتسب؟

وأهدرتَ سُنة خير الورى

وبعدُ هجرتَ مُفيد الكتب

وعشت بلا هدفٍ ، أو هُدىً

كأنك جئت هنا للعب

وعربدتَ في الأرض مستكبراً

ومجدُك خلف السراب ذهب

شربتَ الخمور ، وشِدت الخنا

وفوقك أعتى البلاء يُصب

وكنت رضعت لبان الزنا

وأنفقت في العُهر حتى العصب

أليس يَروعُك يومُ القضا

وأنت الذي الخيرَ لم تكتسب؟

أليس الحِمام نهايتنا؟

أليس المآل لقعر الترب؟

وكيف انزلقت إلى مستوىً

تناسيت فيه الجدودَ النجُب؟

فهل قد يئست من المرتقى؟

ألا إن هديك لمّا يَغب

تشاد الحضاراتُ تبغي العُلا

وأنت من المنتهى تقترب

تطال النكاياتُ إسلامنا

وسوف تطال الحِمى والنشب

وأنت ترجّع لحن الغِنا

كأنْ ليس بينكما من نسب؟

ينال الكِفارُ من المصطفي

وإني لأعجب كل العجب

فأين الحروبُ التي خضتها

وفيها لأهل الرشاد الغلب؟

وفرسانك اليوم أين همُ؟

لم الخيل عن ضبحها تنسحب؟

لماذا العُتاة علينا اعتدَوْا؟

فيا جيل أقنعني ما السبب؟

لماذا جبُنتَ ، فلم تنطلق؟

لماذا استكنت لبأس النوب؟

ألست امتداداً لأهل الهُدى؟

ألست إلى جيلهم تنتسب؟

سما الملحدون ، وحازوا العلا

وعنك تولى الزمان الخصِب

ألا أيها الجيل قمْ ، وامتثلْ

ألا اسجدْ لربك ، ثم اقترب

حياتك في الدين ،  فاحيَ له

وربك سوفَ يُزيل الكرب