الديوان » العصر العثماني » نقولا النقاش » صدقتم لحظه لحظ الغزال

عدد الابيات : 43

طباعة

صدقتم لحظهُ لحظ الغزالِ

وهاك دليلهُ رشق النبالِ

وفي أجفانهِ آيات سحرٍ

أيا للّه من سحرٍ حلالِ

وللعشاق من صدغيهِ سكرٌ

فهذا الخمر من تلك الدوالي

وبين الخد والشفتين خالٌ

عرفنا منهُ ما معنى الجمالِ

وقامتهُ حكت غصناً نضيراً

بأثمارٍ تجل عن المنالِ

ويعطي الشمس نوراً أن تبدَّى

كما تعطي ضياءً للهلالِ

وأن أرخى النقاب على المحيا

قضينا العمر في سهر الليالي

تسترت المليحة ثم بانت

فبان الحسن في بُرْدِ الدلالِ

كأن البدرَ قد ألقى علينا

ضياءَ بين أشجارٍ عوالي

محجبةٌ تصانُ بسيف لحظٍ

عليهِ القوسُ موتور النبالِ

وطالب وصلها بالفكر وهماً

كَمن قد جدَّ في نيل الخيالِ

عجيبٌ كلما مُيعت تحالت

وأحلى الحب ممنوع الوصالِ

فلم أرَ مثل جارتنا ومثلى

تشيبنا كمالٌ في كمالِ

تغزُّلنا يقيناً في عفاف

نزيل الشك في حسن الخصالِ

خصالٌ قد سمت فضلاً فكادت

تحاكي فضل محمود الفعالِ

سلالة حمزة المفضال شهم

علا في جدّهِ أعلى المعالي

إذا الدنيا بأنساب تغالت

إلى نسب لهُ يصل التغالي

فكم بين الفخار أنا أُبن زيدٍ

وفخر أُبن الرسول أبي الكمالِ

إمامٌ لوذعيٌّ هاشميٌّ

شريفُ الأصل تخدمهُ الموالي

وأن ذكروا معارفهُ فحدث

عن الغدران عن بحر النوالِ

إمامٌ خير حبرٍ بحر خيرٍ

لذيذ الورد كالماءِ الزلالِ

لساحلهِ ترى الأدباء تسعى

تبين لنا الرشاد من الضلالِ

إمامٌ صدره كنزٌ غناهُ

شريف العلم مأمون الزوالِ

وعهدي الكنز مرصودٌ بحرص

وهذا الكنز مبذول المنالِ

وحكمتهُ تسوس كبير ملكٍِ

وفي الأهوال مقدام الرجالِ

لهُ بمعارك الدهر انتصارٌ

شديد العزم في يوم النزالِ

لهُ في مشكلات الأمر رأي

يسابق نصرهُ نصر النضالِ

إذا ما أصدر الفتوى بأمرٍ

ففيما قالهُ حسم الجدالِ

حوى في فكرة الدستور حتى

يكاد يجيب من قبل السؤالِ

وأن هز اليراعة في يمينٍ

قضي الأمر المحرر في الشمالِ

وامضى نصها أحكام شرعٍ

كأمضى البيض والسمر العوالي

ولم تشغلهُ عن كسب المعالي

معالي الكسب أو ذات الجمالِ

ولم تعطفهُ خود ذات دَلٍّ

وحاشاه ولا بنت الدوالي

صفاتٌ قد أبت حصراً وعداً

وهل حصر لحبَّات الرمالِ

إلا بشراك يامن لذت فيهِ

بلغت بحضنهِ قمم الجبالِ

بلغت موارداًَ طابت فكانت

على الظمآن كالماءِ الزلال

تهنأْ أيها المولى بما قد

حباك اللّه من حسن الكمالِ

تهنأْ إذا إليك الخلق نومي

كما في العيد يوماً للهلالِ

عجيب كيف تعشق صيد طير

أصياد القلوب بلا نبالِ

فما في ذاك من عجب ولكن

بذا تضحي الخليقة باعتقالِ

فهذا أسرهُ بشباك صيدٍ

وهذا أسره حسن الفعالِ

تهنأْ في جميل الخلق وأرفل

بأثواب المسرة والدلالِ

ودم في ثوب عزَّ غير فأن

يليهِ برد مجد غير بالِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نقولا النقاش

avatar

نقولا النقاش حساب موثق

العصر العثماني

poet-niqula-al-niqash@

80

قصيدة

18

متابعين

نقولا إلياس نقاش ,أديب وصحافي لبناني، ولد سنة 1825م، في بيروت ويعتبر من رجال القانون في العهد العثماني، عمل بالتجارة بين عامي 1859-1868. ثم انتدبته الدولة موظّفًا في ...

المزيد عن نقولا النقاش

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة