أواه من قيح الغبشْ

غطى الحنايا ، والفرُشْ

والناس غطتها الدما

والزور بات المنتفش

والحق في الأسر اكتوى

والنور وارته الحُشش

والفسق في الدنيا عوى

والموج يجتاح (العِشش)

والحُر في جمر اللظى

أرداه في التو العطش

والعبدُ يحيا رافعاً

رأساً وحيداً والكَرِش

والهزل عاتٍ والخنا

والجد أعياه الرعش

والقوم في قيح الدجي

والزور قد عم العُرُش

والعقل ولى ، وانزوى

والعينُ أضناها العمَش

والخير وارى نفسه

والنجم يهدينا الغبش

والقومُ نيلتْ ضادهم

إذ فضلوا ضادَ الحَبَش

والأرض ملأى بالأذى

قد أمّهم وغدٌ وبش

في غابةٍ يحيا الورى

أمرٌ تمادى في الدهش

أما الضعيفُ المشتكي

في الحال يطويه الحنش

والفجر ماض سيفه

فاعجب له ، بل واندهش

هل بعد هذا مِن مَضا

والجيل في وهج الغشش؟

هل قد سمعتم بأسه؟

أم أزهق السمعَ الطرش؟

هل قد رأيتم بأسه؟

أم أحزن العينَ الغفش؟

واللهِ ما بالعين من

بأس ولا أدنى مَدَش

لكنما المهزومُ مَن

ذا يدعى بعض الحفش

والحق ساع للذرى

مهما طغى بعضُ النمش