وأحتارُ.. كيفَ تجيءُ القصيدةْ؟ وتضربُ – كالموجِ – شطآنَ قلبي … بلا موعدٍ تتكسّرُ.. فوق رمالِ الورقْ ثم ترحلُ.. نحو الضفافِ البعيدةْ وتتركني… والقلقْ * …… ومن أين تأتي القصيدةُ؟ ما اسمها..؟ وأسألُ كلَّ الدروبِ: أمرّتْ عليكنَّ.. سيدتي العابثة؟ وأسألُ كلَّ الصحابْ: من رأى حلوتي في القميصِ الموشّى بحلمِ النجيماتِ؟ ………… راكضةً في بساتين قلبي وكنتُ أطاردُ – منذ الطفولةِ – خلف أريجِ ضفائرها.. متعباً فتراوغني… ثم تفلتُ مني،… مشاكسةً فاللعينةُ.. تعرف أني أموتُ… إذا خاصمتني لذا سوفَ تتركني.. هائماً – طولَ عمري – كسيرَ الخطى.. خلفها وتذوبُ بموجِ الزحامْ * أنا أعرفها.. بشرائطِها البيضِ.. والنظرةِ الناعسةْ تتسكّعُ فوق الرصيفِ المقابلِ حزني وتغمزُ لي.. من وراءِ الزجاجِ الشفيفِ فأتركُ كأسي وثرثرةَ الصحبِ حولي .. وأغنيةَ البارِ أتبعها ثملاً.. في الحدائقِ في المكتباتِ المليئةِ في الطرقاتِ التي أقفرتْ بعد منتصفِ الليلِ في المصطباتِ الوحيدةِ.. مثلي فلا شيءَ.. غير حفيفِ الغصونِ.. وخطوي وحين أعودُ.. إلى شقّتي.. متعباً.. خائراً سوف تنقرُ نافذتي – هكذا بهدوءٍ – وتجلسُ… فوق سريري… وتتركني… والأرقْ
ولد عدنان الصايغ في الكوفة (العراق) عام 1955 ، وهو من أكثر الأصوات الأصلية من جيل الشعراء العراقيين المعروفين باسم حركة الثمانينيات. شعره ، المصنوع بأناقة ، وحاد كرأس سهم ...