الغيم نارٌ حامية

والقوم تحت الهاوية

والموبقات على الرقـ

ـاب كما السيوف الماضية

والزور مرتفع اللوا

فوق الرياض الدانية

والجور غطى دارنا

و(اللاتُ) فوق الرابية

يستقبل الأصياف من

أمم الفساد الزانية

والشر أمسى الخير في

دنيا الأنام الهاذية

والحق أضحى باطلاً

ولكل حي قاضية

والغدر أصبح طابعاً

وله رياح عاتية

والسحْب أثقلها اللظى

فوق الجموع الجاسية

وغدا الدخان طعامنا

وشرابنا والآنية

وندور في فلك الحيـ

ـاة كما تدور الساقية

لا شيء يوقف سيرنا

وهمومنا متداعية

وحياتنا عجَّت بما

يُزكِي الديار الفانية

والموت يطوي جمعنا

ورؤوسَنا وبلا  دية

وندان دون جريرةٍ

ونسام سوم الماشية

وعقارب المجهو

ل تنهش في قرانا الجاثية

ولفائف التبغ المذهّـ

ـب في ربانا داجية

ودم الصغير يُلاك في

قات المَلا ، والحاشية

ودخان كل منافق

ملأ الفضا ، والزاوية

والقلب مرتقبٌ هنا

لك نفحة من داعية

تهدي النفوس لكي ترى

في الشعر زهر القافية

أمست تطوِّع كل هَد

ي للنفوس اللاهية

فمتى نرى أسْداً تُذكّـ

ـرنا حديث الغاشية؟

وتُبيد في دمنا سرا

ب المنتهى والداهية؟