عدد الابيات : 40

طباعة

مابال كلَّ معانِ السَّعد تنعدمُ

حتَّى تَمَلَّكَ قلبي الهمُّ والهَرمُ

يا كم أحاول للأحزانِ ترجمةً

لايبلغ الحبرُ مهما يَكتبُ القَلَمُ

فيا قوافي، مآس الدَّهر تقتلني

فآنسيني وهاتِ الحرف يَنتَظِمُ

صيغي الجروح بأنغامٍ ملحنةٍ

لحن الدموع وفي أوتارها أَلَمُ

كوني معي ترجمي جرحي وفاجعتي

وابكي معي على الإيقاعِ ننسجمُ

وارثي أبي وأخي نفسي مواجعها

نجددُ الدمعَ بالاحزانِ نَتَّسِمُ

عامان مرَّا ويومَ الروع في خلدي

مازال فيني بذاك الحشدِ يَحتَدِمُ

كَأنَّه الحشرَ قد قامت قيامتنا

حتَّى غدا كلَّما في الارضِ يختَصِمُ

من هولهِ بات شيب الراس مشتعلاً

والعمر مازال في العشرينِ ينتَعِمُ

مابين ساعات هاج الهول يجرفني

والنَّاس تنعي أبي حولي وتزدحمُ

وفحأةً أسمعُ الاصوات صاخبة

صوت البراكين حتّى أسْمَعُ الأَصَمُ

ماذا جرى إنَّ هذا الصوت يعصفُ بي

يُفَجّرُ الروحَ كالإعصارِ يَرتَطِمُ

أخي.. شقيقي أيا ويلي ويا لهفي

كيف الوداع بلا اسبابِ تفتهمُ 

ويحٌ لكم إنَّ هذا القول صاعقة 

أنهت قوايا ومات العزمُ والهممُ

إنِّي غدوت بلا عقلٍ ولا نفسٍ

كأنَّ روحي مع الامواتِ تَنعَدِمُ 

حقاً أبي وأخي في ساعةٍ رحلا

لا.. كيف يُعقَلُ هذا إنَّهُ حُلمُ

كَذَّبتُ أخبارَ كلّ الخلقِ قاطبة

أبي أخي ..لا ..ون قالوا فقد زَعَمَوا 

مازلت في الغيبِ كلَّا لن أُصدِّقَهُ

وكلَّما فقت في الأيَّامِ أَصْتَدِمُ

عامان مرَّا وما غابت مواجعه

تلك المواجع يا ويلاه تَلتَهِمُ

عامانُ مرَّا ونفسي اليوم ما هدأت

تضج بالحزن كل الوقت تلتزمُ 

عامانُ ما زال يدميني بطعنته

وَلَمْ يَزَلْ منه ظهري اليوم يَقتَصِمُ

كَأَنَّهُ الآن ما زالت معالمه

سيفٌ بقلبي وفي الاجسادِ يَعتَلِمُ 

مُكَبَّلٌ في ضياعِ العمر منكسرٌ

والقلبُ يَحمِلُ ما لا تَحملُ القممُ

فارقت كلّ معانِ الودِّ وانتهكت

روحي وماكان لي في الدهرِ يَستَقِمُ

فارقت نور حياتي في الدجى أملي

وغبت عن واقعي أَنأى وأنهزِمُ

لو يعلما كيف صار الوضع بعدهما 

الروحُ ثكلى وهذا الدار يَهتَدِمُ

تئنُّ موحشةً تبكي وكم سَأَلَتْ

أين الذين إذا جاءوني أبتسموا

أمّي وليل الأسى مازال يتبعها

لا توقف النوح فيها الروح تكتظمُ

يا أمُّ لو ترحمي فالنّفس قد هلكت

 ترفّقي وأهدأي عيناكِ تَعتَتِمُ

وكلما جئتُ أنسيها تحاججني

ابني فكيف لهذا الجرح يَلتئمُ

عامان تبكي تضج الليل ما هدأت

والدمع منها كما الامواج تلتطمُ

لو يعلما كيف صار الوضع بعدهما

تكدر العيش ليت الروح تخْتَتِمُ

الهم والقهر والأنَّات تَعَصفُ بي 

والحزن يعصرني والبؤس ينتقمُ

قد بان شكلي هزيل الجسم يلبسني

حزنٌ يلوح على وجهي ويرتسمُ

لكنني أكظم الأوجاعَ أكتمها 

كي لا يراني لئيم النفس يبتسمُ

ابدي قوايا ولو بالزيف احشده

بين العداء وفيني القلب يكتتمُ 

لا أبدي الضعف مهما الحزن يقتلني

سأكتم الجرح مهما الروح تنفصمُ

الحمد لله في الأولى واخرها

لله نحتكمُ بالله نعتصمُ

ناجيتك الله يا رحمن في وجلٍ

يسكنهما الجنة العليا وينتعمُ

زياد النهمي

13/6/2022

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن زياد النهمي

زياد النهمي

71

قصيدة

-زياد صالح محمد النهمي. - مواليد.1989 /9/9. اليمن - ذمار - جهران - بيت النهمي بكالوريوس لغة عربية - جامعة ذمار. يكتب الشعر العمودي ، والحر، والنثر. له ديوان تحت الطبع بعنوان " م

المزيد عن زياد النهمي

أضف شرح او معلومة