كفرتُ بعزمتي الصامده وقدسية الغضبة الحاقده وانّات قلبي تحت الخطوب! وأحلامه الحية الصاعده وعمرِ شبابٍ نذرت به لشعبي واهدافه الخالده وبالشهداء وأرواحهم تراقبني من عل شاهده إذا أنا أيدت حكم الطغاة وهادنتهم ساعة واحده هي الشاة تتبع جزارها وتنسى ببرسيمه ثارها تباع وتشرى ...من الذابحين وتجهل في البيع أسعارها يجرجرها الحبل في عنقها.. الذليل فتحسبه غارَها ترى مِدية الذبح مصقولة تضيء فتُكبٍر أنوارها هي الشاة لكنني الآدمي أكبر ُ نفسي عن السائمه تمرد قلبي على الظالمين ودنياهم الفظة الغاشمه وعشت مع الشعب في خطبه المرير وآلامه الحاطمه أُثير كوامن أعماقه وأوقظ عزته النائمة وأغزو دياجير أغوراه فأشعلها بالرؤى الحالمه وأطرد أشباح كابوسه الرهيب وأهواله الجاثمه كفرتُ بعهد الطغاة البغاة وما زخرفوه وما زيفوه وأكبرت نفسي عن أن أكون عبداً لطاغية ٍ توّجوه وعن أن يراني شعبي الذي يُعذب عوناً لمن عذّبوه أأجثو على ركبي خاشعاً لجثة طاغية حنّطوه أألعقه خنجراً ... قاتلاً لشعبي وأُكثر فيه الوُلوه أنا ابنٌ لشعبي أنا حقده .. الرهيب أنا شعره أنا فوه أتعنو لطاغية ٍ جبهتي ؟ فمن هو؟ من أصله؟ من أبوه؟ وأقسم بالله خير القسم وما صنته من كريم الشيم وما خبأت مهجتي من همم وما حملته يدي من قلم وما هزني من إباءٍ ودم وما اجتاحني من عميق الألم وما اكتسحت عزمتي من قمم لأرمي بقلبي في المزدحم وأمحو عن الشعب عار الصنم وأجعله عبرةً للأمم سأمضي ... عنيداً فلا أنثني وأحيا كريماً فلا أنحني وأرفع نحو السما جبهتي كما ارتفعت جبهة المؤمن أموت خميصاً ! ولا أقبل الفتات من القاتل المحسن أأطعَم ُ من قاتل ٍ أمتي أرى الدم في كفه المنتن؟ يقدم لي طعم شلوٍ شهيد من إخوتي لحمه أو بني تكاد اللقيمات من لحمه تقول لآكلها خنتني ! فلا نبضت نخوة ٌ في دمي ولا عزتي شرف الموطن إذا حدت عن مبدئي أو رضيت بعيش من العار مستهجن وآمنت بالشعب حتى وقد رآه الورى جثة ً هامده تداعى حواليه أعداؤه ليقتسموه على المائده فهذا بشلو شهيد يعيث وذاك يساوم في الفائده وذا لليتامى يهز السياط لتعبث بالجثث الراقده وكم من وليد حذار الحمام رأى نفسه صافعاً والده وآمنت بالشعب يوم جثا أمام الطغاة على ركبتيه ويوم انبرى في ذهول الهوان يرمي مكاسبه من يديه ويوم مددنا شعاع الصباح له فانزوى ...وحمى مقلتيه ويوم عصرنا رقاب الطغاة وسقناهم كالجواري إليه فأطلقهم من هوان الإسار ذئاباً علينا صِلالاً عليه هو الشعب ..! حق مشيآتُه صوا ب ورشد ٌ خطيآته له نبضنا وأحاسيسنا فما نحن إلا نباتاته له دمنا وله دمعنا يغذّى عليه ويقتاتنا يحطم بالموت زهر الحياة منا لتَصلُب شوكاته ويقصف عمر الحمام الوديع لتحيا وتكبر حياته ولكنه في المجال البعيد تعلو على الظلم راياته وتقتلع الشر خيراته وتبتلع الكل غاياته وكم جاهل لحقوق الوطن يريد على كل خطو ثمن إذا وخزت رجله شوكةٌ تقاضى جزاءً عليها ومن فإن لم يحقق هواه النضال ثار على شعبه واضطغن وراح يلوث طهر الكفاح ويبدي العيوب ويذكي الفتن وقدم شكوى بنا للإمام بمن ويحه يشتكي ولمن؟ وباع السماء له والنجوم وما جال في رحبها أو سكن فلم يبق لله فيها ملاك ولم يبق لله فيها سكن وعوّذه ضد بطش الإله ووعي الشعوب وسير الزمن وبشره بانتهاء الكفاح ووضع السلاح وموت اليمن وأن الملايين لا ترتجيه غير الدعاء وغير الكفن وغير الصلاة على نعشها! وبقيا خليفتها المؤتمن
محمد محمود الزبيري شاعر وثائر وسياسي يمني،يسمى بأبي الأحرار
ولد سنة 1910 م، في حي بستان السلطان في مدينة صنعاء ،نشأ الزبيري
يتيما فتعلم القرآن وحفظه صغيرا، وكان الناس يحبونسماعه منه ...