الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » لن أحلف بالله كاذباً! (وعظه القاضي)

عدد الابيات : 22

طباعة

أنكرتُ أخذي الذي أعطيتَ إنكارا

وكم على سلبه أصررتُ إصرارا

وكم تماديتُ في التدليس دون حيا

وكنتُ في الغِش والتزوير – دَيّارا

وعشتُ أخدعُ مَن حولي بلا وَجَل

وكم نسجتُ عن الأخلاق أخبارا

ومَلني الناسُ ، لمّا عاينوا كذِبي

ولم أجد بينهم في البأس أنصارا

تفرّقوا عن كذوب ليس يَصْدُقهم

يوماً ، وما التمسوا للوَبْش أعذارا

وفاصلوه بلا إذن ولا أسفٍ

وعنه ذاعوا أحاديثاً وأسرارا

وزايلوه ، وجدّوا في مُقاطعةٍ

تستوجبُ الخِزي والتجريحَ والعارا

فقلتُ:  أحيا بلا خِل يُسامرُني

فعشتُ مُفتقداً أهلاً وسُمّارا

ما العيشُ إن مَلّتِ الإنسانَ صُحبته

فبات يشكو النوى والخلقَ والدارا؟

ما العيشُ إن جثمتْ في القلب غفلته

فأشهرَ الزيفَ بين الناس إشهارا؟

ما العيشُ إن غلّبتْ نفسي هواجسَها

فأسدلتْ فوق ما تأتيه أستارا؟

ما العيشُ إن شقيتْ روحي بصاحبها؟

فكم أتى بِدَعاً تُزرِي وأوزارا

كم انجذبتُ إلى التلفيق أحسَبُه

يوماً سيدفعُ أرزاءً وأخَطارا

كم اخترعتُ أباطيلاً مُزخرفة

وأظهرَ الحق ما زخرفتُ إظهارا

وكم فضحتُ بما نمّقتُ مِن شُبَه

حتى استسغتُ الخنا والخِزيَ والعارا

واليومَ يُطلبُ مني في الملا قسَمٌ

بالله ، مِن بعد أن أنذِرتُ إنذارا

لقد سمعتُ بأذن القلب مَوعظة

منها الدموعُ غدت تنسابُ أنهارا

والناسُ حولي بكَوْا مِن فرط لهجتها

وأكْبرَ الكلُ هذا الحثَ إكبارا

والجو صمتٌ سوى أناتِ مَن وَعظوا

فكيف أنكرُ ما أعطِيتُ إنكارا؟

أقول: واللهِ دعوى الخصم صادقة

أقولُ ذلك كيلا أدخل النارا

إن شاء عاقبَ ، والبرهانُ يَخدمُه

أو شاء سامحَ إحساناً وإيثارا

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1954

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة