تَمَهَّلْ إِذَا صَادَفَتْكَ الْحَيَاةُ
وَأَنْتَ عَلَى جِسْرِهَا تُفَكِّرُ بِالِاحْتِمَالَاتِ.
بَعْضُ مَا تَشْتَهِي مُمْكِنٌ
وَلَكِنَّهُ لَا يَكُونُ سِوَى قَطْرَةٍ سَاقَهَا طَائِرٌ نَزِقٌ،
تَأْتِي مُبَكِّرَةً أَوْ بَعْدَ جِيلَيْنِ مِنْ وَقْتِهَا.
وَبَعْضٌ يَدُقُّ عَلَى بَابِ رُوحِكَ
يُزْعِجُهُ الِانْتِظَارُ فَيَمْضِي
وَيَتْرُكُ عِطْرًا..
يُذَكِّرُ حَتَّى هَزِيعَ الْوُجُودِ الْأَخِيرِ
بِأَنَّكَ كُنْتَ تَنَامُ عَلَى سَاعِدِ الْوَقْتِ!
لِمَاذَا انْتَظَرْتَ ثَوَانِي؟
وَهَلِ الْفَرْقُ بَيْنَ الصَّدَى وَالرَّدَى... غَيْرُ ثَوَانٍ؟
وَالْبُعْدُ بَيْنَ الْمَكَانِ وَمِيلَادِهِ فِي الزَّمَانِ... أَلَيْسَ ثَوَانِي!
وَبَيْنَ الْحُدُودِ وَمَا بَعْدَهَا
وَبَيْنَ الْوُعُودِ وَمَا قَبْلَهَا
وَبَيْنَ النُّهُودِ وَمَا بَيْنَهَا؟
ثَوَانٍ!
لَمْ يَنْتَهِ اللَّيْلُ بَعْدُ.
الشَّوَارِعُ لَا تَتَثَاءَبُ
وَالْقَنَادِيلُ مَزْرُوعَةٌ كَالنَّخِيلِ عَلَى كَدَمَاتِ الرَّصِيفِ.
بَائِعُ الْكِسْتِنَاءِ.. وَبَائِعَةُ الْوَرْدِ
وَالْفِتْيَةُ الرَّاقِصُونَ يَبِيعُونَ مَاءً وَفَاكِهَةً
لِلسَّائِقِينَ السُّكَارَى وَحَبِيبَاتِهِمْ.
يَمُرُّ الْمُغَنُّونَ وَآلَاتُهُمْ تَحْفُرُ اللَّيْلَ
وَتَفُكُّ سِتَارَ الْقَمِيصِ وَأَزْرَارَهُ
عَنْ رُخَامٍ يَذُوبُ عَلَى شَمْعَةٍ.
فَيَنْتَبِهُ اللَّيْلُ مُضْطَرِبًا:
لَمْ أَنْتَهِ بَعْدُ!
20211225
24
قصيدة