لو كنتِ تُنصتينَ لي لما تأخّرَ الربيعُ عن مَوعدهِ وغابت النجومُ في لقائِنا المُؤجلِ وما أنتهى حبٌّ بَسيطٌ رائعٌ وما ذَوى تحتَ غُصونِ التينِ والسفرجلِ. لو كنتِ تُنصتينَ يا صَديقتي لهاجرتْ طيورُ عينيكِ الى حَديقتي وغيّرَ الزمانُ من فُصولهِ ورتَّبَ الدُنيا على طريقَتي. لو كنتِ تُنصتينَ يا سَيدتي لِما أقولُ لما رمى البحرُ هنا قنديلَهُ وضاعتْ الغُزلانُ والخيولُ. الموجُ لا يعرفُ ما يقولُ الصمتُ لا يعرفُ ما يقولُ حين يراكِ تعبثينَ بالندى ويرمحُ الياقوتُ في الرمالِ. لو كنتِ تأتينَ .. ولو لمرّةٍ لأشرقتْ بغدادُ في يَميني ونوّرتْ بيروتُ في شَمالي. لو كنتِ يا سيدتي ..