"1" لبَّيْك يا ربَّ الحطيم وزمزمِ يشدو بها قلبي وتعبقُ في فمي رباه جئتُكَ والدُّعاءُ سقايتي يروي شراييني ويغسل أعظمي لا زاد لي إلا صحيفةُ توبةٍ ورجاءُ ذي شغفٍ بوصلكَ مُغْرَمِ رباه لا أحدٌ سواك يجيرني مما أكابدُ فاعفُ عَنِّي وارحمِ * * "2" ربَّاه جئتكَ طائعاً مستنجداً تكْوي حشاشاتي مراراتُ النَّدمْ جاوزتُ في درب الخطيئات المدى وغرقتُ في لُججِ الندامة والألم فأَقِلْ عِثاري إنْ كبوتُ أو اعتدى زمنٌ تمرَّس في معادات الأممْ واجعلْ طريقي بالصلاح ممهَّداً وأنرْهُ بالحسناتِ ياربَّ الكرم * "3" رباه جئتك تائباً مستغفراً أشدو بآهات التضرع والخضوع ولزمت بيتك والسكينة لي قرى والشوق تصرخُ ناره بين الضلوع يا من يرى من أمرنا ما لا نرى هيهات أن تمحو خطايانا الدموع إن لم تجد بالعفو تهلكنا السرى لا أنجم تهب الضياء ولا شموع * "4" ربَّاه أسْرِفُ في الضَّلال وتغفرُ وأهدُّ أبوابَ الصلاحِ وتجبرُ كم جئتُ أحملُ مهجةً من لهفةٍ ظمأى تكادُ من الصدى تتفطَّرُ وعلى جفوني أمنياتٌ برَّةٌ رفاَّفَةٌ بظلالها تتمحظرُ أنتَ الكريمُ وسعْتَ بالحُسنى الدُّنا ترسو بها سفنُ العبادِ وتُبحرُ * "5" ربَّاه جئتُك والأشواقُ تحتدمُ وبين أوردتي يستوطِنُ الألمُ أتيتُ أحملُ أثواباً مهلهلةً من الأمانيِّ لم يحفلْ بها علَمُ أتيتُ أسعى بآثامٍ معربدةٍ لم يحْمني نسبٌ منها ولا رحمُ أقودُ بين ضلوعي عاشقاً ولِهاً يموجُ فيه الأسى والحزنُ والندمُ
أحمد سالم سعيد باعطب شاعر وكاتب وأديب سعودي ،ولد في المكلا بحضرموت سنة 1936م.
يعد أحد أهم الشعراء المعاصرين ،شاعراً متمكناً، صاحب لغة صافية وقافية موزونة، ومشاهد اجتماعية واقعية،
وصور أدبية ...