عدد الابيات : 40

طباعة

ثَكْلَى يُعَرْبِدُ في إحساسها الألمُ

والقلبُ في حسرةٍ يَشْقَى ويَضْطَرِمُ

نارُ الفجيعةِ أَفْنَتْ كلَّ أمنيةٍ

وتلك يَعْجَزُ عن تصويرها القَلَم

والحزنُ يجعلُ قلْب المرء ملتهبًا

وكثرةُ الحزن يُردِي بأسَها الأَلَم

كانتْ تُرتِّبُ بيتَ الزوج باسمة

والوحيُ مَنْسَكها ، والحُبُّ والسَّلَم

حتى أتاها «الندا» بغير موعدةٍ

يشكو الخطوبَ ، وملءُ الجَيْبِ مِنْه دمُ

وحُمرةُ الجرح تُخفي ضوءَ شاشته

فما بدا عبْرها رَمْزٌ ولا رَقَم

والصَّوتُ يَبْعَثُ في الآفاق صَوْلته

يفوح منه الجَوى والحُزنُ والنَّغم

يبكِي الأليفَ على الآكام منطرحًا

والدمعُ تشربُه الأفياءُ والأَكَم

يَا «أمَّ عبدٍ» سُيوفُ الكرب مُشْهَرَةٌ

لولا القضاءُ أتى ما زلَّتِ القَدَم

فاستمسِكي بالتُّقى ، لا تحزني أبَدًا

على الذي قدْ مضى لا يَنْفَعُ النَّدمُ

تجلدي ، واذكري الرحمنَ ، واصطبري

فالمرءُ حتمًا يَرى ما خَطَّتِ القِسَمُ

قلبي لدمعكِ ملتاعٌ ومنفطرٌ

يبكي عليه الأسى والوَجْدُ والعَدم

تهفو إليكِ الرؤى في كل خاطرة

وحبلُ ودكِ بَاقٍ ، ليْسَ يَنْصَرِم

إني أَتُوقُ إلى رؤياكِ في ولع

لأجعلَ الخاطرَ المَحْزونَ يَبْتَسِم

أقودُ قلبَكِ نحو الصبر محتسبًا

وأُسْعِدُ الروحَ بالأفراحِ تَرْتَسِم

وأُطْرِبُ الأمل المحمومَ في غدنا

حتى يُعالَج ، لا حُمَّى ولا سَقَم

أُطَمْئنُ الأهلَ والأولادَ أنَّ لنا

عند المليكِ جنانَ الخُلْدِ ، فاغتنموا

إنْ نحنُ مِتْنَا على هَدْي النبي ولمْ

نسْلُكْ رِكابَ الشقا ، أوِ الذين عَمُوا

لكنما صَدِّقي ، هوْلُ المصاب طغى

حتى بكتني على ما حل بي القِيم

بعدَ المُهيمن أنتِ اليوم منقذتي

وأنتِ أصدقُ مَنْ أهْوَى وأحْتَرم

روحي لكربكِ غاصتْ في كوارثِها

حار الفؤادُ ، وأردى عزمتي البَكَم

لما اتصلتِ بهم ، زادوك ملهبة

فأخبروك بمأساتي ، وفيِّ حموا

وما حزنتُ على جُرحٍ يُخمشني

حُزني على دمعكِ الهَتَّانِ يَنْسَجِمُ

ولا حزنتُ على عيْن بُليتُ بها

حُزني على بسمةٍ فِي فِيك تَنْثَلِم

واحترتُ كيف بما قد حل أخْبرها؟

وحــــار ـ مثلــي ـ الورى والخِلُّ والرَّحِم

أنكْسِرُ القلبَ بالأخبار مُفجعةً؟

أيَحرقُ السمعَ فيها الحزنُ والجَحَم؟

أنطعنُ الروحَ؟ ما هذي بمَكرُمَةٍ

بل فَعْلةٌ مُرَّةٌ ، وما بِهَا حِكَم

حتى أتاكِ بما قد حل بي خبَرٌ

فانساب دمعُك فوق الخد يرتطم

إني أقدمُ يا أختَاهُ تعزيتي

عسى الجراحُ بها يا «عَزُّ» تَلْتَئِم

وأطرحُ الكَرْبَ أرضًا عن عزائمنا

وأذكرُ اللهَ حتى يَرْحَلَ السَّأَم

وأكْسِرُ القَيْدَ والأغلالَ مقتفيًا

خطى الرشاد ؛ لكي يستأصل الصنم

فالحزنُ كالصخر جاثٍ فوق مَطمحنا

ومِشفرُ الكرب مِنَّا بَاتَ يَنْتَقِم

سَحَائبُ الوهم تَغشى كل مصطبر

ومَوقِدُ اليأسِ في أكبادنا حُمَم

وينجحُ اليومَ في بلواه مُحتسبٌ

يَخشى الحِساب ، وبالرحمنِ يَعْتَصِم

لا يَهزِمُ اليَأْسُ مُعتزًّاً بخالقه

والمشركُ الغِرُّ بالأحزانِ يَنْهَزِم

وبهجةُ العُمْرِ بالآلام نَلمَسُها

وبالمعاناة تُرجى في الدنا القِمَم

لنْ يَبْلُغَ المَجْدَ شعْبٌ في نُعومته

ولنْ ترى النور في إعراضِها الأُمَم

لولا العقيدةُ في الديَّان ترفعُنا

لضاع منا اللِّوا ، وانفَلَّتِ الذِّمم

أختاهُ كُفي الأسى والدمعَ ، واحتسبي

إني بذلك يا أختاهُ أَخْتَتِم

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1954

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة