الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » واجبنا نحو اللغة العربية

عدد الابيات : 41

طباعة

بالضاد يفخرُ علمُ الناس والأدبُ

والضادُ يُكْبرها الأعجامُ والعرَبُ

ألفاظها بلغتْ شأواً ومنزلة

وصار بعدُ لها بين اللغا رُتب

أنغامُها تأسِرُ الأسماعَ في ولهٍ

وسلْ عن الجرْس مَن لوقعٍه طربوا

إيحاؤها بالمعاني غيرُ منعجم

وبالصدى يشهدُ الأشهادُ والغيُب

وعن تراكيبها حدّثْ ، ولا حرجٌ

هي اللآلئُ في الأصدافِ تُحتجب

وعن شواردها كالغيث منهمراً

سُقيا مراتعنا فاضت به السُّحب

وعن محاسنها كم دَوّنتْ قممٌ

وعن أصالتها كم ألفتْ كُتب

وعن مناقبها كم قيل من زُبدٍ

كأنها الماسُ في التقييم والذهب

وعن فرائدها العصماء كم نقشتْ

أيدي النحارير مَن جاءوا ومَن ذهبوا

بالضاد أنزل ربُ الناس شِرعته

إن القراْن بضاد العُرْب يختضب

كذاك سُنة خير الناس قاطبة

بالضاد قد نزلت تزفها القُشُب

والضادُ صامدة في كل معتركٍ

بها تُرصّعُ فوق المنبر الخُطب

وسوف تدحَرُ أعداءً بها مكروا

وسوف تُرْجع ما أعداؤها غصبوا

بَغوْا عليها ، ونالوا مِن كرامتها

والبغي دوماً على الباغين ينقلب

تعقبوا أهلها في عُقر دارهمُ

ونحن نسألهم يا قوم ما السبب؟

لمَ التطاولُ في سر وفي علن

وليس يؤذى به الأعلام والنّخب؟

لم التعدّى ضُحىً على ثوابتنا؟

أليس عندكمُ رُشدٌ ولا لبب؟

لم الهجوم على الفُصحى علانية

وإنها لِلأنام المَعقلُ الأشبُ؟

لمَ التنصّل منها رغم حاجتنا

دوماً إليها؟ أمَا لنا بها نَسَب؟

ولستُ أدري لماذا يستهين بها

أهلُ الحداثة مَن عن خيرها حُجبوا؟

كلٌّ يكيل لها الأحقادَ لاهبةً

واللهُ مُوهنُ ما قالوا وما كتبوا

ويُوقدون لظى التغريب يلفحُها

حتى غدتْ في ديار العُرْب تغترب

ويبذلون قصارى الجهد تشفية

وجيشُ باطلِهم في حربها لجب

ويُخربون تراثاً زاخراً عبقاً

كأنهم لِدُنا الأعراب ما انتسبوا

ويَخرجون بأفكار مُعلمنةٍ

بباطل الغرب والضُّلال تعتصب

وإن واجبنا أن نستعدّ لهم

كيلا يكون لهم في حربنا الغلب

وأن نُلقنهم درسَ الإباء ، فلا

نبيتُ نخشى الذي شادوا ، ونضطرب

وأن نُفند ما صاغوه من شُبهٍ

إذ إن تفنيدَ ما قد أصّلوا يجب

وأن نجدّ ، فلا يصُدّنا كسلٌ

إنّ الأعاديَ ما كَلوا ، وما نصبوا

وأن نُدافع عن ضاد تهيبُ بنا

أن نستكين لمن جمالها اغتصبوا

وأن نقيم لضاد العُرب أروقة

كي تستضيف الألى من أجلها غضبوا

وأن نروّج للضاد التي هُجرتْ

وأصبحتْ في بقاع الأرض تُجتنب

وأن نعاقب مَن يجتاحُ بيضتها

ومَن بحُرمتها بين الورى لعبوا

وأن نقلدها أسمى مكانتها

إن كان عالمُنا للضاد ينتسب

فالضادُ أغلى من الأموال نجمعُها

وليس يَعدِلها أرضٌ ولا نشب

والضادُ تاجٌ على رؤوسنا ألقٌ

ولا تُباريه أطيانٌ ولا حِسَب

والضاد فخرٌ لمن يريد مفخرة

بها كم افتخر الفطاحل النُّجب

والضاد عِز لمن يأوي لعزته

والأرضُ شاهدةٌ ، والدارُ والحِقب

مدى الزمان لسانُ الضاد يكلأنا

أمٌّ رؤوم تربّي ، أو أبٌ حَدِب

يا ضادُ تفديك منا أنفسٌ عزمتْ

على التصدّي لمن خيراتِك انتهبوا

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1954

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة