بوح المشاعر أنت يا مختارُ

لما ذكرتك فاحت الأزهارُ

ماذا أقول إذا أردتُ مديحه ؟

أم كيف أكتب ؟ إنني محتارُ

هل من ثناءٍ بعد قول إلهنا

وقد ارتضى أخلاقَك الغفارُ ؟

غارت بحور الشعر تحت أديم فضـ

ـلك ، وانزوت من حسنك الأقمارُ

وعلوتَ كلَّ الكائنات مكانةً

هذا وربي رفعةٌ وفخارُ

أنت الذي نشتاق رؤيةَ وجهه

وعليك من رب الورى أنوارُ

أنت الذي جئتَ الأنام برأفةٍ

أنت النبي الصادق المغوارُ

أنت الذي أُرْسِلْتَ فينا رحمةً

وُضِعَتْ بك الأغلال والآصارُ

أنت الذي من ماء كفيك ارتوى

ألفٌ وأكثر فالمياه بحارُ

أنت الذي أرجعتَ عينَ قتادةٍ

وتفجَّرَتْ من ريقك الآبارُ

وإذا مسحتَ السُّقْمَ عاد لبرئه

وإذا دعوت تنزلت أمطارُ

أنت الذي لبَّى الصحاب نداءه

فجميعهم للمصطفى أنصارُ

أنت الذي إن ما شَفَعْتَ لربنا

تُمْحى الذنوب وتُمْسح الأوزارُ

فوق النياق دخلتَ مكةَ خاشعًا

لما أتيتَ وجيشُك الجرَّارُ

وعفوتَ عن ظلامها وطغاتها

وهمُ لعمري معشرٌ فُجَّارُ

أنت الذي بالقدس صرتَ مصليًّا

بالأنبياء ، وكلهم أطهارُ

أنت الذي حِفْظُ الإله رعاك إذ

آواك والصديقَ ذاك الغارُ

أنعِمْ به من صاحبٍ ، أما الذي

فوق الفراش عليٌّ الكرَّارُ

إن كان نوحٌ حين ناجى ربه

من بعد صبرٍ أُغرق الكفارُ

أو كان إبراهيم يخرج سالمًا

والنار بردًا ، فاشهدي يا نارُ

أو كان موسى للإله مكلِّمًا

ولقد أتت في حقه الأخبارُ

أو كان عيسى ثاويًا في معزلٍ

عن أرضنا فلنعم هذي الدارُ

فالله فضَّل أحمدًا بكتابه

كل الخلائق فاقها المختارُ

بعض الأراذل أظهروا عدوانهم

ذموا النبي وإنهم لصغارُ

يهجون من لا يبلغون نعاله

وهجاء دونٍ للأجاود عارُ

إنا إذا رمي الحبيب بوردةٍ

نطغى نثور كأننا الإعصارُ

صلى عليك الله ما صلى امرؤٌ

وترنمت بمديحك الأبرارُ

صلى عليك الله ما زكَّى امرؤٌ

وجرت عيون الأرض والأنهارُ

صلى عليك الله ما طيرٌ شدا

وتمثلت أخلاقَك الأخيارُ

صلى عليك الله ما شمسٌ بدت

وتردَّدتْ في حفلنا الأذكارُ

صلى عليك الله ما نجمٌ بدا

فوق السحاب وحلَّقتْ أطيارُ