أ شاهدَ إنساناً بلا إنسانٍ ، شارعاً يمشي في أزقةٍ ضيّقةٍ ، زاحمَ مشاعرَ الوقتِ الساكنِ تحتَ لغطِ الخطواتِ وحطامِ الهواء ، الشارعُ يلتفُّ على الشارع ، والناسُ لا يتذكرون أصابعهم إلا في حضرةِ النهدِ النافرِ وسلخِ الوشمِ عن ظاهرِ اليد .. واليد لا تذكرُ قبضتها إلا في هذيانِ اليافطاتِ المسمّرةِ على سياجِ حديقةِ الحيوا ب جلسَ عند جثمانهِ الملقى عند ضفّةِ تمردَ الماءُ عليها ، تتبعَ آثار حروقٍ في جسدِ الحقيقةِ وأحلامَ الزيف ، ج سار طويلاً يبحثُ عن نافذةٍ تعطيهِ العالم .. أو ترميهِ قتيلا ، شاهدَ البؤسَ مناديلَ توضعُ في الجيوب ، صدّقَ كذب الناس : الساعة والشمسُ ضياءٌ ودفء ) سمعَ همسات الناس " تمثالُ الطاعون " د شاهدَ القحطَ في كلّ سنبلةٍ والجوعَ عربةً تجرها خيولٌ متخمة ، حينما تخطّى الصدقَ والكذب فراح يتلمسُ الجدرانَ صوت لا يرى خلفَ كفيهِ غير الضبابْ فانزوى تحتَ شرفتها الساهره هل يرى شرخَهُ لانسدالِ الجفونِ على الذاكره ؟ .. ماضياً الساعة لا يرى غيرَ شرفتهِ خائضاً السمكُ لا يعيشُ إلا تحتَ سقوفِ الماء في رمالِ السرابْ والشمسُ ضياءٌ ودفء ) شاهدَ تمثالَ الحريةِ .. هشّمهُ .. وقفَ محلهُ سمعَ همسات الناس ـــــــــــــ " تمثالُ الطاعون " د إذا غادرتِ الأشياءُ نفسَها ، يكبر الزمنُ قال لنفسِهِ وغادر المدنَ يحملُ أسفاراً دخلَ قرى جاثيةً عند روافدِ الظمأ العظيم ، خطوةٌ دفعتها الرياحُ إليهِ ... يوماً من سلالةِ الأيام .. كان يوماً للحصاد المر ، شاهدَ القحطَ في كلّ سنبلةٍ والجوعَ عربةً تجرها خيولٌ متخمة ، شاهدَ امرأةً من قشّ تذروها المحاريث .. هـ حينما تخطّى الصدقَ والكذب لم يرَ الأرضَ على وجه الأرضِ فراح يتلمسُ الجدرانَ تسبقهُ عصاه . صوت .. واقفاً لا يرى خلفَ كفيهِ غير الضبابْ أمسِ ، نافذةٌ رشقتهُ بنرجسةٍ فانزوى تحتَ شرفتها الساهره هل يتابعُ ذاك الجدار ؟ هل يرى شرخَهُ نازلاً لانسدالِ الجفونِ على الذاكره ؟ .. ماضياً لا يرى غيرَ شرفتهِ خائضاً في رمالِ السرابْ
حميد العقابي شاعروروائي عراقي ولد سنة 1956م في مدينة الكوفة.
غادر العراق في عام 1982م وتجول في العديد من البلدان حتى استقر أخيراً في الدنمارك منذ عام 1985
ومن أبرز أعماله ...