ذلكَ المحاربُ الذي حفرتْ على جبينهِ الرياحُ الصيفيةُ بقعاً كالجدري
من أين جاءَ ؟
من أين جاءَ ... بخنجريهِ المنتصبِ والمعقوفِ
ــ الصاعد نحو نطاقهِ والمتدلي منهُ ــ
ضحكتْ مراهقةٌ
استنفرتْ كلابُ الشرطةِ
إلى أين سيمضي ؟
يشقُ البحر لتمرَّ قوافلهُ ــ بجِمالها وهوادجِ أعراسِ الحزنِ ــ
ينصبُ خيمتهُ في عراءِ البحرِ
يدقُّ الأطنابَ على الموجِ
ويركبُ حوتاً أحمرَ
يطوّحُ بالموجِ ويرحلُ في الأقاويل
ينقشُ على كوفيتهِ أمجاداً وهو الخاسرُ حتى الرملَ
يحاكي بناتِ الجنِّ اللائي يدركنَ خسارتهُ
يلقنهنَّ لغةَ القهرِ المنسيةَ في ذاكرةِ الموتى
والأحلامَ المتروكةَ في الأنهارِ المهزومةِ
فيرضعنَ حليبَ النجمِ
ويتدفأنَ بثلجَ الرعشات
يُخرجُ خنجرهُ الصاعدُ نحو نطاقهِ
تقفُ الموجةُ
تتعرى
تمنحهُ كلَّ أنوثتها
ويهربُ منه القمرُ المختالُ
كيفَ يمارسُ طقوسَ نبوءتهُ وهو الخاسرُ حتى صحراءَ الحلم؟
وكيف يدركُ ما في الغيبِ وهو الهاربُ من رائحةِ الصمت ؟
وحينما أخرجَ خنجرَهُ المشنوقَ بحبل نطاقهِ
منحتهُ الحورياتُ مفاتيحَ مدينتهنَّ
وألبستهُ مليكتهنَّ المتغطرسةُ تاجها اللازوردي
فصار الربَّ
قتلَ البحر بألفِ ليلةٍ
ــ كلّ ليلةٍ يغتصبُ موجةً ويقتلها في الصباح ــ
وفي الليلةِ الأولى بعد الألف
جاءتهُ الصحراءُ
:حدثتْهُ عن
محاربٍ حفرتْ على جبينهِ ]
الرياحُ بقعاً كالجدري وألبستهُ
الصحراءُ حلةَ القتالِ وودعتهُ عند
تخوم الفجر ، ومنذ أن
غادرها لاتزالُ تردُّ الخاطبين وتنظمُ
حبّاتِ الرمل قلادةً
[...... لجيدِ وليدٍ ثكلتهُ
في الليلةِ الثانيةِ بعد الألف
أخرج خنجرَهُ المشنوقَ بحبلِ نطاقهِ
وحزَّ وريدَهُ
......

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حميد العقابي

avatar

حميد العقابي حساب موثق

العراق

poet-hamid-al-aqabi@

79

قصيدة

163

متابعين

حميد العقابي شاعروروائي عراقي ولد سنة 1956م في مدينة الكوفة. غادر العراق في عام 1982م وتجول في العديد من البلدان حتى استقر أخيراً في الدنمارك منذ عام 1985 ومن أبرز أعماله ...

المزيد عن حميد العقابي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة