بكت السماء وضلت الأحلام

وجبال ريمة لم تعد تلتام.

ماذا عساي اليوم أكتب بعده؟!

ماذا .. وتخنق عبرتي الآلامُ .

وفؤاد شاعرك النهار ممزق

فنهاره يهمي عليه ظلام

لما أتى الخبر المريع مجلجلا

أن ابن غالب قد طواه زآام  

تبكي المتارس والمواقع والربى

وبكى عليه المتعبون وهاموا

هذي الفجيعة لست أعرف مثلها

لالا تلوموني فلست ألامُ .

تبكي البطولة والرجولة فارساً

ومناضلا . فخرت به الأعوام.

بكت البلاد ونكست أعلامها

وكوى فؤادي لوعةٌ وضرام

ولواعج الحزن العميق تؤزني

وتقول لي هل غادر الأعلام ؟!

ما غادر القحوي بل هو بيننا

فله بكل الثائرين مقام !

بطل كأن الصبح يشبه وجهه

وإذا الفدا نادى أتاه حسام

كم كان يشحذ في الرجال عزائما

وعلى العدو الغاشم المقدام

وكأنه سبتمبر وسط الوغى

فرت أمام لقائه الأقزام .

حر فما في الناس مثل جنانه

يأبى بأن يطأ البلاد لئام

شهم إذا الأقوام جاع ضعيفها

ترك الطعام لتأكل الأقوام!

وله بكل المكرمات أصابع

بيضاء . فلتشهد له الأيام

قد غسلوه ولكن بالدموع فكم

داوى الجراح لمن به إيلام

ماكفنوه ولكن حزن موطنه

بلوائه احتضن الفقيد فناموا

هل شيعوه؟! ولكن شيعوا وطنا

يهب المحبة والندا من رامو

فكأنه في الحرب مثل غضنفر

إذ ليس في قانونه استسلام

وعزاء قلبي أن ربي مكرم

من مثله ويلفهم إنعام

غفرانك اللهم ذنب فقيدنا

فلقد أتاك وكله استرحام

طر في الجنان مخلدا بنعيمه

وعليك منا في الجنان سلام

* فيصل نهار

19/1/2021م

قيلت في الشهيد الدكتور عبدالله

غالب القحوي رحمه الله تعالى