لمّا تعامدت الجهات عليّ وانطبق الفضاءُ على انفتاحي سافرتُ في لهب الهجير، أُديرُ صحرائي على شعري ، وانسج من خيوط الرملِ قافيتي ، واسكبُ للسنابل عزفَ ساقيتي ، وموسيقى رياحي . ورسمت أحبابي نخيل كرامةٍ آوي إليها حين يشتدُّ الزمانُ ، وتنطفي عينا صباحي . كانوا قناديلي التي أغشى بها ليلي ، وآمالي التي خيلي على صَهَواتها يُدمي سلاحي . كانوا تفاصيلي الحزينةَ كلّها من ماء غيمتهم أشكّل طينَ أوجاعي ، وأسبح في جراحي كانوا .. وكنتُ ... فلا استراح المتقون من العناءِ ، ولا استرحتُ من الغناءِ ، ولا جمحتُ على جماحي . لكنه لمّا استدار الوقت لم أجد الذين حملتهم قرناً على ظهري ولم ألقف لهم ، ووجدت في ظهري رماحي أدركت من لون الدماء ومن مذاق الجرح أن الأهل باعوني ، وأن أحبتي كسروا جناحي،
الأستاذ الدكتور صالح بن سعيد بن عيد الزهراني شاعر وأكاديمي سعودي، من مواليد منطقة الباحة 1381هـ. يعمل أستاذًا بقسم البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية بـجامعة أم القرى بـمكة المكرمة. يعمل ...