لا تكذبي ، قولي بأنّكِ ما حببتِ لقائي
لا تتركيني هكذا فيكِ ذليلَ رجاءِ
أو ليسَ حُبّي فيكِ غمٌّ ناحلٌ أحشائي
يا ويحها الكلماتُ إن كانت بدونِ بُكاءِ
لا تسألي لم قد تريدُ لِقًا ففيكِ بلائي
أفديكِ يا عُمري و قد رفض الدواءُ شفائي
عبثٌ طمحتُ لنجمةٍ بانت بفصل شتاءِ
يا ليتها يومًا تمنَّتْ رُؤيتي بجوائي
يا ليتني لم أهوَ مثلكِ يا غياث عنائي
يا ليته ما كان حُبًّا يستبيحُ دمائي
من بعد ما كنّا قناديلًا تضيءُ مسائي
فكأنّني كنتُ القريبَ فكيفما نُكرائي ؟
كانت مُقرّبةً و لم يكُنْ ليَحلَّ داء تنائي
فتباعدت عني و عادت همزةٌ لنداءِ
وعدَت بلُقيا إنما ما كان غير هباءِ
و إذا غفوتُ حلمتُ أنّي غارقٌ بمسائي
من بعد ودٍّ قد غدوتُ ضحية الأنداءِ
فكأنّها بعد الرسائل أنكرَتْ نجوائي
فكتبتُ من بعد الوصالِ قصيدةً لرثائي
يا ليتني لم أعترف عن لوعةِ البُرحاءِ
أو ليتنا لم نتلاقَ بصدفةٍ و جواءِ
فأموتُ وحدي غائرًا في لوعتي و شقائي
يا غائبًا عنّي ترائي طيفُهُ كضياءِ
ليت المنام يطولُ لهاتكَ الحَوْراءِ
فبوحشتي مِتُّ و شائت في العيون عزائي
شتّان ما بين ترابٍ مُعدمٍ و سماءِ !
79
قصيدة