أغنّي لعلّني أولد .أغنّي لأنّني أموت ،أغنّي كأنّني لم أولد .أغنّي وكأنّنا لا نموت في القارّة الأقصى ،صوتك أقلّ :كلّ ما يعصف بأغصانك عقابي الرجل الناقص صغار العيون الغائرة .وصديقتك التي مثلُ فأس على كأسنا .عبثًا أحدّثك عن المطلق العشبة بك تعلو .تعيدني عَنوةً إلى ترابي ،لا مطر لأغسل سقوط العالم .لا غربة أعمق من أن أحبّك .للصفصاف أن يتعرّى من راياته .للثوّار أن يصرّوا على صوابهم ،لنصف قمر أصفر أغنّي مثل هذا الخريف .لا يُسْقِطُ سواي للحسرةِ ما في شجرةٍ ،من دواوين شعر ومن العشيقات .ما لا تحصيه شموع أو أصابع ...كم من الأبواب والبدايات بدّدنا ،كمن يمتلك الأبد .وغدًا يوم أخير سيأتي العشّاق القدامى سيأتي العشّاق الجدد وقلبي منديل على مدًى .كأسٌ على حافّة مائلة ،لو أنّك سواك .لو أنّني غيمةُ غيري لو أنّ ما بيننا .أعمق من الهوّة والهالة كيف أُصلح ملمحًا من مرآتنا وقد جفّ الصلصال على جرح وصرنا صورتنا الموصدة؟ .لستُ مَدينةً لأَدين لأحجار ،أنا البحر المغادر في كلّ لحظة الأزرق الغادر .لولا دموعي على عُكّاز ،بخطوتين دون الأربعين ،على درب معبّدة بضلوعي لأشياءَ لا تعرفني أغنّي لعلّني أعرف كيف ينهض طائر .من رمادك
سوزان عليوان شاعرة لبنانية، ورسامّة، ولدت في عام 1974 في بيروت، من أب لبناني وأم عراقية الأصل. بسبب الحرب في وطنها، قضت سنوات الطفولة والمراهقة بين الأندلس وباريس والقاهرة. تخرجت ...