لنفترضْ أنَّها نافذةٌ من خشبٍ محفورٍ و عصافير زُجاج، الشاشةُ الباردةُ دمعُ نجومٍ بينَ إسمينا تجمَّدَ. لنفترضْ أنَّها جذورٌ هذه الأسلاكُ المُمتدَّةُ من قلب الآلةِ إلى عروقِنا، و أنَّ أطرافَنا عبر المفاتيح تتشابكُ أغصانًا عناقُها الأبوابُ. لنفترض بيتًا سقفُهُ الخلاءُ (جدرانُهُ من جلدِنا / صمتُنا غفوةُ حارسِهِ) و حديقةً يُسيِّجُها العشبُ و فراشاتٍ مُرقَّعَةً بألوانِ المطر ظلالُها نمورٌ نُفتِّتُ لأجلِها خُبزَ الأصابعِ و الكلمات. لنفترضْ زمنًا لا يهربُ من الزمنِ مكانًا لا يخافُ من المكان بشرًا جميلين طينُهُم ماءُ عيني مذروفًا في غُبارِ ضحكاتِك. لنفترضْ حياةً أُخرى خارجَ الجسدِ و أبعدَ من الروح و لنفترضْ أنَّها نافذةٌ ما.
سوزان عليوان شاعرة لبنانية، ورسامّة، ولدت في عام 1974 في بيروت، من أب لبناني وأم عراقية الأصل. بسبب الحرب في وطنها، قضت سنوات الطفولة والمراهقة بين الأندلس وباريس والقاهرة. تخرجت ...