بغـــــــدادُ تاريـــخُها يطولُ

فأيَّ شعــــــــــر بهـــا تقولُ

من ألفِ عــــامٍ أتتكَ تحدو

قوافـــــــــلًا مـــا لها قُفُولُ

قد أَسرجتْ شُعلةَ القوافي

وزينتْ مجــــــدَها العقولُ

العلمُ والفنُّ رافــــــــــداها

تناسلتْ منهمــــــا الفُحولُ

والسّيـفُ والخيـلُ لعبتاها

إذا دهـــــاها العِدى تصولُ

بغــــدادُ من قبلِ ألف عامٍ

ماغيّـرتْ سحرَها الفصولُ

بغـــــــدادُ يا قِبلةَ المعالي

ما أقبلَ الصّبـحُ والأصيلُ

تأفلُ كلُّ النجـــــومِ يومًا

ونجمُــــــــــها ما له أُفولُ

حطّتْ طيــورُ العُلا عليها

وعطرتْ زهــرَها الحقولُ

بغـــــــدادُ تبقى وكلّ غازٍ

لا بدّ عن أرضِــــــها يزولُ

يافرسَ السَّبقِ في المعالي

إن صدّقَتْ أصلَها الخيولُ

تمشينَ فوقَ الجراحِ صبرًا

والجرحُ يَدمَى ويستطيلُ

وكلُّ جــــــــرحٍ إلى شفاءٍ

لو كفّ أذنابَهُ الدّخيـــــــلُ

بغـــــــــدادُ أهلوكِ أوفياءٌ

فروعـــهمْ منكِ والأصولُ

توحّـــــدتْ منهمُ الأماني

واجتمـــعَ الأهلُ والقبيلُ

بغــــــــــدادُ يا دارَ أنبياءٍ

شرّفها الواحـــــدُ الجليلُ

تمشي إلى المجدِ رافقتها

ٱلجبالُ والبيــدُ والسّهولُ

يا دجـــلةَ الخيرِ يا فراتًا

قد طوّقتْ جيدَهُ النّخيلُ

معالـــمٌ كلُّها جمـــــــــالٌ

وأنــــتِ بُستانها الجميلُ 

بغـــــدادُ يا كلَّ كلَّ أهلي

لو مالَ دهــــــرٌ بها أميلُ