من تحتِ مدائنِنا تصعدُ في الليلِ مدائنُ أخرى بمشاعلَ من نارٍ ترقصُ فوق تلالٍ يحميها حُرّاسُ الهورِ تَحِفُّ عرائشُ من قصبٍ ومسالكُ من برديٍّ فرحتَها وتغني من جَنّةِ عدْنٍ من تلِّ(خِيَابِرَ) حتى تلِّ(حْفيْظَ) تبوحُ بكنزٍ من ذهبٍ تنثرُهُ أو تُحَفٍ تُلقيها دون رقيبٍ إلاّ حارسَها اللّامرئيَّ يدومُ الرقصُ ونقرُ الطّبلِ إلى الفجرِ وحُرّاسُ المدنِ المسحورةِ تعلو نيرانُ مشاعلِهم ، يحضرُ رَقصتَهم مَلِكٌ ، ويغيبُ... فمن ألجمَ صوتَ الطّبلِ ، ومن أطفأ وهجَ الرأسِ اليسألُ ، من أسلمه لمدائنَ أخرى نائمةٍ حتى يُنفخَ في الصورِ مراراً ، آلهةٌ لاترقصُ لا تُعبدُ في المدنِ المسحورةِِ من بابِ سليمانَ إلى الفاوِ إلى سفوانَ ، البصرةُ قيدُ الطبلةِ أرجلُها ، هل صرتَ عقيماً يا طبلَ الريح
جزيرة أو تل أسطوري في أهوار جنوب ميسان شرق دجلة يقال أن لقىً ذهبية
مسحورةينثرها الجن حوله لو حاول أحد
سرقتها تسمّر في مكانه حتى يدعها تجري
فيه حفلات رقص ودفوف وطبول في
ليالي مخصوصة تحمل فيها فوانيس وتستمر
حتى الفجر.
شاعر من البصرة جنوبي العراق، ليسانس في اللغةالعربية وآدابها ، تتلمذ على يد الشاعرة نازك الملائكة والشاعر د.البياتي ، له سبع مجموعات شعرية مطبوعة أولاها قراءة في سيرة التتار / بغداد عام 2000م