الديوان » لبنان » أمين تقي الدين » أي شعب قضى على الضيم عهدا

عدد الابيات : 24

طباعة

أيّ شعبٍ قضى على الضّيمِ عهداً

نامَ في شِدةٍ وهبَّ أشَدّا

رُبَّ لبنانَ قوة عند ضعفٍ

إن أردتَ الرجالَ فرداً فردا

قيل إنّا لم نبلغِ الرشدَ حكماً

وأصاروا وِصايةَ الغير مَبدا

هل أرادوا بالرشدِ أن نملأ البحرَ

سفيناً ونملأَ البَرّ جُندا

أم أرادوا أن نقذِف السّمَّ غازاً

ثم أن نحصِدَ الخلائقَ حَصْدا

إنْ يكن رُشدُنا الذي زعمُوه

فَمِنَ الرُّشدِ كونُنا اليومَ وُلدا

ما أرى الحقَّ في السياسةِ إلاّ

قوَّةَ الكلّ تترك البعضَ عبدا

شبَّتِ الحربُ فاتُّخِذْنا وُقوداً

وَدَهانا في السّلم أنْ قيل أعْدا

فلقِينا الخطوبَ صَدراً لصدرٍ

أسُدٌ جُوَّعٌ تُواثِب أُسْدَا

شَطَرَتْنا الأيام شرقاَ وغرباً

فانقسمنا في الأرض حَدّاً فحدّا

أمصبَّ الزيوتِ وهو حياةٌ

يُحْرَمُ الظامئُ القِوى منه وِردا

إن يَفُتْنا يومٌ عِدونا بيومٍ

فجمالُ الحياةِ ما كانَ وَعْدَا

أين مِنّا مُنىً على الضيمِ غذّت

أنفساً عِشنَ والمجاعة عَهدا

ويحَها كالزهورِ تُضْفَرُ للعُرس

ويومَ الأسى تكلِّل لَحْدا

أنا والشعرُ قوّتانِ حُسامٌ

في يمين الزمانِ راقَ فِرِندا

حرَّرَ الحقُّ كلَّ خلقٍ أسيرٍ

فحرامٌ أن يسكنَ السيفُ غِمدا

أنا حقُّ الحياة في كل يومٍ

إن أردتَ الحياةَ عِلماً وجُهدا

عُدّتي في الجهاد للدهر نفسي

لا رضاها غشاً ولا الصبرُ حِقدا

إرتَوَى غيرُنا ونحن عِطاشٌ

ليتَ جوَّ الأيامِ ما كانَ رَغْدا

ليس لبنانُ للأمانيّ مرعىً

فتُعدّ النفوسُ كالشاة عَدّا

جُهدُنا أَنْ نكون قوماً كريماً

أيُّنا السيّد الكريمُ المفدّى

رجلَ اليوم كن غداً غيرَ أَنّا

بلَدٌ لا يرى مِن العيش بُدّا

حَبَس الغيث قُوْتَه فكفاه

أنّ تاريخه تدفّق مجدا

من فَدَى قومَه كريمٌ ولكِنْ

أكرمُ القومِ من يُحَبُّ ويُفدَى

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أمين تقي الدين

avatar

أمين تقي الدين حساب موثق

لبنان

poet-amin-taqi-eddin@

86

قصيدة

39

متابعين

أمين بن سعيد بن محمود بن حسين تقي الدين محام وصحفي وشاعر وکاتب لبناني ولد سنة 1884م، من أهل بعقلين بقضاء الشوف، تعلم ببيروت، وأقام زمناً بمصر فأنشأ فيها مجلة ...

المزيد عن أمين تقي الدين

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة