ضـمـي الـشـفاه وذوقــي الـحـر والـبردا
وخـلـي عـنـك الــذي قـد عـاث وانـتقدا
هل سابحات المعاني في الفضا سقطت
أم مـوقـد الـسـحر مــن أحـزانـها خـمد؟
يـــا أمـــة الـضـاد صــار الـنـحو مـرتـبكاً
يــبــث فــــي صــرفــه نــومــا ومـتـئـدا
وأمـــســت الــلــغـة الـــزهــراء بــاهـتـة
تــصـارع الــغـرق الـمـقـصود إذ قــصـدا
الــشـعـر نــبــت نـضـيـر فـــي حـدائـقـه
يــبــدو لــنـاظـره زهــــرا يــبــث نــــدى
وحــــب عــاشـقـة أرخــــت ضـفـائـرهـا
عــلــى جـبـيـن حـبـيـب خـالـهـا الأبـــدا
وسـهـد مــن طـبعت فـي الـقلب غـربته
صــبـابـة تــرجــف الأنــفــاس والـكـبـدا
وحـيـن يـسـتل فــي ســاح لــه ووغــى
فـــــإن صــيـحـتـة تـسـتـنـفـر الأســـــدا
وذكـــريــات بـــــلاد فـــــي تــحـضـرهـا
حـــول الـطـفولة أو عـنـد الـصـبا مـهـدا
طـفـقـت فـــي حــقـب الأزمـــان أرقـبـه
فـــإذ بـــه صــاحـب الـتـاريـخ مـعـتـمدا
الــشـعـر مــهــد وطــفــل فـــي بـرائـتـه
هــو الـصـبي الـفـتى يـستجلب الـعضدا
هـــو الــرجـال إذا مـــا حـصـنـوا شـرفـا
وفــي الـنـساء جـمـال الــروح مــا نـفدا
وفــــــي الــكـهـولـة آمـــــال تـــراودهــا
حــتـى تـعـانـق حـلـمـا غــاب مــا وفــدا
وإن أتـــى طــاهـرا يــبـدو لـــدى ســرج
كـــانــت كــعـكـــــازه لمّا بــــه اســتـنـدا
لا تـتـركي الـشـعر مـلـقى فــي قـصائده
يــكــابـد الـــــرق والإهــمــال والــكـمـدا
كــــم أطـفـئـت كـلـمـات فـــي تـوقـدهـا
مــن بـعـد مــا سـحرها قـد هـام واتـقدا
رواعـــد الـشـعـر فـــوق الأرض قــارعـةً
دوت زمــانـا كـــأن مـــا أسـمـعت أحــدا
يـسـافـر الـشـعـر فـــي أرجـــاء غـربـتـه
كـــأنــه لـــــم يــجــد أرضــــا ولا بــلــدا
فـــــلا عــكــاظ لــــه يــجـلـي فــراقــده
والـمـربـد الــوافـر الـمـهـتاج قـــد بـعِـدَا
هــبـي الـمـشـاعر قـــد جـفـت مـواردهـا
وأجــــدب الــشـعـر أو يـنـبـوعـه ركـــدا
أو الــقـصـائـد فــــي الأدغــــال قــابـعـة
وصــائـد الـــوزن لـــم يــمـدد لـهـن يــدا
وسـجـعـهـا لا تــلاقــي مـــن يـزيـنـه
بـبـيـت شــعـر رقــيـق يــدهـش الأمــدا
وعـيـنها بـلـيت مــن شــد مــا انـتـحبت
ولــم يـجـئ نـحوها مـن يـذهب الـرمدا
فــمـن سـيـبـهج فـــي الـعـشـاق حـبـهـمُ
أو يــبـتـنـي مــدنـا إذ يــغــفـل الــعــددا
ومــن سـيـبكي لـهـم بـعدا وطـول نـوى
ويـنـقذ الـحـب مــن عـمـر يـضيع سـدى
ومــــن يــعـيـر الــهـوى أنـســام أغـنـيـة
ويــقـتـفـي أثـــــر الأشـــــواق إن بــــرد
ومـــن سـتـشـدو لــه " فـيـروز" ألـحـنها
"والـعـنـدلـيب " يــغـنـي شــوقـه غـــردا
ومـــن يـبـيت بـحـضن الـغـيد مـنـدهشا
غـيـر الـدواويـن تـبـدي الـجـمر والـبـردا
ومـــــن سـيـشـعـل لـلـفـتـيان فــورتـهـم
كـي يـمتطوا مـن خـيول الـجد ما اتقدا
ومــــــن ســيـنـثـر أمـــجــادا ويـعـلـنـهـا
ويــحـتـويـهـا بـــأفـــذاذ لـــهـــا عـــمــدا
ومـــن سـيـنـصب بــعـد الـنـصـر رايـتـه
عــلـى تـــلال لـــه فـــي أرضـهـا سـجـدا
ومــن سـيـبرز حـسن الـضاد فـي شـغف
يـسـيل مــن نـهـرها مــا جــف أو جـمدا
مــــا ذل قــــوم ســــوى من ذل ألـسـنـة
تـربي الـحضيض ومـن فـي رفـعة زهدا
يـــــــا بـــحـــر عـــنـــدك آلاء تــخـبـئـهـا
ولـسـت تـبـدي ســوى الأمـواج والـزبدا
82
قصيدة