رشيد المومني
 
من الأرض في  الطرس
ذاك أصل الماء
شرخ في حائط المعنى
طرائد الأعمى  على ظهر الأتان 
غدو برائحة  الرواح
 
و مرايا
تستدرج خطوات  وحيد القرن
إليها
2/
و رأينا 
أقزاما شدادا على باب المغارة
أحيانا
على باب الشك
أحيانا محض أقزام شداد
على بياض لوحة  مائلة 
أو تكاد
3/
هذه الصخرة  أيضا ستمر
كما مرت الديمة 
زهرة عباد الشمس
أو
كما مر ظلك و القوس
ذال الذي  يتلألأ في آخر الدرب  أو أوله
ستمر قريبا
قبل أن  يرتد  طرف الكأس
إلى شاربيها 
ستمر
4/
أنا 
لم أرسم  نافذة  ما 
كي أطل منها على البحر
أو منها على عنق الحلزون
أو منها
كي أتلصص على هذيانات  النائمات
في غابة الضوء
 
أنا
فقط
رسمت البحر
عنق الحلزون
ثم
هذه النافذة 
التي سأطل منها  علي 
5/
هدمنا ما سنبنيه
و تهيأنا  للخروج
طبعا 
لم تكن ثمة باب
فخرجنا
قائلين
أنت يتها  الرقدة
التي تتنزه في عمق  منحنياتنا
ثمة جوخ بألوان الدماء على رأس الخليقة 
و نحن 
ما كان  لنا  أن نتشابه
حتى داخل الإعصار
6/
في قلب المربع من دكنة  الأخضر
حيث لم يكن للطوفان بعد من الوقت 
كي يحدق  باتجاه مياهنا 
سكبنا قليلا من الصمت  في الطرس
و أبنا 
كي لا نرى أحدا هناك
سوى ذهولهم 
يشير إلى أيقونة
توشك أن تلقي بحتف أسرارها
من شرفة الدير
7/
لم يكن  للطريق  شأن بوصولنا
حين طافت  بنا ظلال 
لا تشبه  الأشجار
أيضا
نازحون و عابرون
عقل يطمئن إلى غروب قادم
ما يشبه الصمت  في الصمت
وخلف الباب  سمعنا الريح
 تلو  الريح
تلو الباب
 
شممنا 
رائحة احتراق الدلالة 
حطبا
مشتعلا على رأس باردة 
و  نداءات  لغات 
قد  يفهمها الطير 
وقد
لا تفهمني
8/
أهدونا عاجا 
قردة 
و طواويس
قائلين 
انظروا
إنها  الحياة في كامل  بياضها
حتى لكأنها قادمة  من حياة غير هذي
انظروا
إنها هي 
الحياة  التي يحلم  بلقائها  الموتى 
قبل الأحياء
9/
غالبا
في مكان ما من هذه  الأرض
على بياض  تلك الأريكة
أو 
غالبا
تحت شجيرة  لا جذور لأغصانها
في رحم الظلمة  أو قبلها 
أي في مكان آمن غير هذي الأرض
غالبا
ما يحتمي  المعنى  بسقف غربته
بعيدا عن سقف غربتنا
10/
هم هكذا  هم
في عمق البراري  المسيجة  بأشواك الياسمين
يبنون إقامات  مريحة  للبكاء
حيث ليس  لنا الآن 
سوى الإصغاء إلى نقر مناقيرهم 
و هي تلتقط ما تبقى  من تلك الأسماك الملونة 
العالقة بهدب الريح
الشبيهة بغبار أبجدية 
قد أفرغت  للتو من رنينها 
......
من ديوان/أقترب و لا أنأى
2014
منشورات بيت الشعر في المغرب