دخلت داراً .. و كنتُ على عتبتهِ أحكي لعينَي أياماً .. حينما كان هذا البابُ لا يُغلق ضحكاتُ أطفالٍ في الصدى .. نساءٌ و فتياتٌ يغامرنَ في أرجاءِ المنزل شبابٌ على كسل في زاويةٍ يغنونَ أغنيةَ الرشد و الآن ها هو الدار .. بمقابضٍ مغبرَّة كلها أصبحت تبكي كلما فتحتها و تنعرُ بصوتِ الأبوابِ العتيقة دخلت المنزل .. و كل شيءٍ رماديُّ اللون كل شيءٍ كانت لهُ لمحةٌ من الزمن السقفُ المشقق الحائطُ الهزيل الفوانيسُ التي جفّٕ نفطها و ما بقى .. سوى رائحةُ الكتبِ المتربة على رفٍّ كانت تبجلهُ الأيادي
هُجِرتَ يا داراً من كلَّ جسد بل و حتى الأشباح .. لا تحنُّ إليك
إسمي مصطفى محسن الركابي، طالب للطب العام في جامعة الكوفة. عمري عشرون عاماً. بدأت الكتابة منذ ستة أعوام، و أصدرت ديواني النثري الأول في الشهر الرابع من هذا العام.
وِلِدتُّ في عائلة متخمة بالش