إلى علي الجَمَّال... جدّي
عَيْنَانِ مِنْ خَوْفٍ وَحُزْنٍ رَاعَهَا وَجْهُ الرَّحِيْلِ، وَسَاعِدٌ يَدْنُوْ بِكَفِّهِ فَوْقَ مِنْسَأةِ تَطَاوَلَ عُمْرُهُا.
إِيْهٍ بُنَيَّ!!
 قَدْ جِئْتُ أَحْمِلُ بَيْنَ رَاحَيَّ العِبَارَاتِ المُزَرْكَشَةَ بَأوْجَاعِ الوَدَاعِ، ومُقْلَتِي ثَكْلَى أُحَاوِلُ زَجْرَهَا فَتَفِرُّ مِنِّي مِثْلَمَا أَطْيَارِ حَقْلٍ جَاسَهُ الصَيَّادُ يَبْحَثُ عَنْ قَطَا.
أَمْضِي وَتَسْجُنُنِي الشِّفَاهُ فَأنْطَوِي فِيْ حَبْسِهَا...
يَا هَلْ تُرَى!!
أَيَزِلُّ مِنْ شَفَتَيَّ وَعْدٌ أَنْ أَرَاكَ؟؟
وَكَيْفَ لِيْ أَنْ أُوْفِيَ الوَعْدَ، وَمَا ظَنِّي بِأنّي قَدْ وَهَبْتُ لِوَجْهِكَ الدُّرِّيِ مَا يُوْحِي بِأنّي قَدْ أَرَاكَ!
وَيَعِيْثُ بِي قَلْبٌ تَمَزَّقَ بِالضَّيَاعِ وَبِالنَّحِيْبِ، وَتَعْتَرِيِنِي رَجْفَةٌ، وَيَمُوْجُ فِيْ صَدْرِي نِدَاءٌ:
هَذَا الوَدَاعُ المُرُّ لا يُرْضِيْهِ إلّا أَنْ يُمَزّقَ رُوْحَ مَنْ أَحْبَبْتُ مِنْ دُوْنِ انْتِهَاءِ...
وَأَسِيْرُ مَشْفُوْعَاً بِفِقْدٍ غُصْتُ فِيْ أَمْوَاهِهِ مِثْلَ الغَرِيْقَ، وَلَسْتُ أَنْظُرُ لِلْوَرَاءِ،
وَصَوتُكَ المَحْمُوْمُ يَلْتَهِمُ المَسَافَةَ وَالزَّمَانَ:
سَتَعُوْدُ يوماً!!
كَيْفَ لا!!
سَأَعُوْدُ لَكْ.... أَوْ رُبَّما بَعْضِي يَعُوْدُ!
وتَغِيْبُ عَنْ عَيْنِي، وقَلْبِي لا يُغَادِرُهُ الأَنِيْنُ،
ونَسْمَةٌ تُوحِي لِرُوْحِي سِرَّهُ:
مَا الوَعْدُ إلَّا رَفَّةٌ سَكْرَى لأَرْيَاشِ الحَمَائِم حَيْنَ تُبْحِرُ فِي الفَضَاءِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شاهر إبراهيم ذيب

شاهر إبراهيم ذيب

117

قصيدة

طبيب استشاري أمراض جلدية وشاعر. ولد في بصرى الشام عام 1961، ودرس وأنهى فيها المرحلة الثانوية ثم التحق بكلية الطب البشري بجامعة دمشق وتخرج منها عام 1985. أثناء خدمته العسكرية الإلزامية تحصل

المزيد عن شاهر إبراهيم ذيب

أضف شرح او معلومة