يا إخوتي
كونوا كما قال القدرْ..
كونوا بشرْ..
فالآنَ
لي مثل الجميعِ ومثلكم
بعض الحروف على رخام المقبرةْ ،
بعض التراتيل الشريدةِ في سماء النفسِ ،
بعض الاصفرار على وريقات الشجرْ ،
بعض الحذرْ ..
فالأرضُ تدفن حكمة العقلِ الذبيحِ
وتستوى فوق الدماءْ ،
تتشرب النخب الأخيرَ
على موائد موتنا ،
تتصنع الذكرى من الشجن القديمِ
وتحضن النهر المريضِ
لوهلةٍ عند الفناءْ ،
الأرض
لا تهوى الرصاصَ الأحمق المختال ،
لا تهوى الغباءْ ،
فالبندقيّـةُ تطلق الأوهامَ
في كلِّ الحقائقِ ،
تصدر الإزعاج
في توراةِ "موسى" ،
تسقط الإبهام
في إنجيلِ "عيسى"
تبعث الأوهامَ
في قرآن "أحمَدَ"
فالرصاصة نزوةٌ تروى الهباءَ
ليرتخي عصبُ السماءْ ،
فدمٌ ،
نواقيسٌ ،
رصاصٌ يرتدى الأجواءَ ،
يقتنص الدماءَ على شطوط البهجة العمياءِ ،
يلمع مثل أسماكٍ ،
نزوحٌ يرتدى الألباب
ينثر حبر سلمٍ في الفراغِ
ولا فراغٌ يهتدى بالحبرِ ،
لم ندركْ غرابا يرتقى فوق الجدار
ويأمر الدم كي يبيد دما ،
دمٌ ينهى دماً ،
طينٌ يقامرُ في الرحيل مع الردى
من غيرِ أيّ نهايةٍ ،
من أين قد يأتي ضياء المنتهى ؟
من أيـ ؟؟ ..
نواقيسٌ ، نواقيسٌ ،
دمٌ يعوى إلى وجه السماءِ ،
وهذه الأرض الغريقة
في بحور النفيِ تنبض بالأفولِ
فومضةُ الألوان فيها بالردى تزداد حمرةْ ..
والآن ليس لنا سوى منفى حقائب موتنا ،
نضع السلامَ الرثَّ
في جيبٍ صغيرٍ
والرؤى بين الثنايا
والضياءَ على الشظايا
والقريض بلا غناءٍ
أو وترْ ..
يا إخوتي كونوا كما قال القدرْ ..
كونوا بشرْ ..
فالحبُّ
رحلةُ عابرٍ
نحو الحقيقةِ في مجازات الزمنْ ،
الحبُّ ما يبقى الجناحَ
على جوانب عمرنا ،
ينهى العطنْ ..
فالحب كل القولِ دونَ مقالةٍ ،
سرد الجوانح بعد نسيان الضجرْ ..
لا شيء قد يُبقى النجاةَ
سوى الأملْ ،
لا شيء قد يروى البحار سوى المطرْ ..
يا إخوتي كونوا كما قال القدرْ ..
كونوا بشرْ
- الاسم : علي أحمد خليفة السيد
اللقب : علي الجمّال
شاعر وكاتب مسرحي ومترجم
- المهنة : معلم للغة الإنجليزية بمدارس 30 يونيو
- الجنسية : مصري
- تاريخ الميلاد : 7-6-1993
- العنوان : جمهو