من رحلةِ الغيبِ 
نحو التيهِ أنطلقُ
بحراً وبراً فأين الموتُ يا غرقُ
 
كنتُ الرحيل وكان الحب معجزتي
أنّى ذهبتُ جناحُ الصدقِ يستبقُ
 
بسم الجمال وبسم الوجد أبدؤني
لا خاب حرف إليه الحسن ينطلقُ
 
شرودي بهِ غجرٌ  فوق الغرام شدوا
هذى المسالكُ دون اللحن تنغلقُ
 
الحب آخر صوت الماء تسمعه
عند التموّج في ألحان من سبقوا
 
والحب نبضٌ بهمس الروح في شغفٍ
بين الكلام يرى في صمت من عشقوا
 
بدر الأغاني شجيٌّ إن شدا نغم ٌ
ينسى المنام فمنه العشق والأرقُ
 
من صفحة الليل نحو الصبح أسألني
متى اللقاء وأين الورد يا عبقُ 
 
كانوا هنا يعزفون النور في ضحكٍ
وكنت من مبدأ الأنوار أنطلقُ
 
غنّوا " أحبّك " فالإنصات عانقني
زادوا فجاب فؤادي العشق والشبقُ
 
لم أنتبه أنهم ظل السراب فجاروا ،
عُدتُ بين بلادِ العطف أسترقُ
 
حيٌ يموت بلا موتٍ يداهمهُ
سهام بعدٍ لقلب القلب تخترقُ
 
فالحزن صاحبني ، والفرح قاتلني
وظلهم من ثقوب الشوق ينبثقُ
 
عاهدت نفسي على النسيان 
ما نست الذكرى 
وما جاء ليلا دونها القلقُ
 
صخرٌ ثيابُ النوى والعمرُ يرهقني
فكلما ذقتُ طعمَ الوقتِ أختنقُ
 
من سلّم الشرط نحو السطح أعرفني
والغيب عالٍ وخطوي  صار ينزلقُ
 
عمّا قريبٍ يجيء الحب في طربٍ
عمّا بعيدٍ يضيق الغيب والأفقُ
 
صرح القديم بلى والغيم ينبئني
أنى إذا عُدت فيه سوف أحترقُ
 
يقول : سرْ ، سرّ هذا السير فيك بنا
إن لُحت لُحنا وبان النور والألقُ