قد قَالَ لِي: لا تبتئسْ ضدّانِ نَحنُ على طريق الحبِّ قَد جُمِعَا فسرْ نحو النهاية
قد قال لي: ألمٌ ألمّ فلمْ ألمْ حرفي وأشراط الحياةِ على مدى البلوى رؤى النجوى وحق القول أن الشعر نزفى عمرى قصيدةُ كاتبٍ يا قاتلي دعني قليلاً أقطف الكلمات من أنات وصفي
قد قَالَ لِي: هي ما بقي ، كل السحائبِ قد هوتْ كل القصائد قد روتْ كل الرموزِ على خرائط من يسيرُ تكشفتْ وتوشحتْ باقي الضياءْ سارت ونالت ما يشيرُ من الخطي "خطو الظباءْ " ولأنها أم الوطنْ في العينِ لا يبقي وطنْ لا خافقٌ ،لا عاشقٌ ، لا صاحبٌ ، لا شاعرٌ حتي يقيم الملتقي فهي الفؤاد لأنها هي من بقي
قد قَالَ لِي: ما كُنتُ إلّا أَنتَ في معزوفةٍ أُخرَى من الإنصاتِ والإنشادِ بين ملاحمِ الترتيلِ والوقتِ السقيمْ بالموت لا ... لا تنثر الألحانَ فوق صحائف الموتى لأنّ الصمت للموتى نديمْ قد قَالَ لِي: لا تنسكبْ مثل الزمان على رؤوس الناس فالنرد المشوّه لم يعد يجدى ورمية ميّتٍ سيف الجنونْ الوقت منحة ناقصٍ يا كلنا هل تعلمونْ ؟ !
قد قَالَ لِي: يا أيها الشيطان أحترم الخطاب الفذ في نقراتِ قولكَ :أنني الجاني" فعدْ ودع اللهيبَ يذيبني وحدي وخذ قبل النهايةِ وردةً حتى تسلّي وحدتكْ فالكبرياء خطيئتكْ وخطيئتي أنّى سجدت إليكَ عمراً كاملاً فارجع نقيّا أيها الشيطان هذى جنّتكْ قد قَالَ لِي: وسنعبر الذكرى لأن الوقت أكبرُ عابدٍ للموتِ .. والتعريفُ يبقي الموتَ جعبةَ ساحرٍ مُلئتْ فراغاً من لهيب ، عد يا أنا فسندخل الأحلامَ رغم مدائن الموتى ورغم الخوفِ فوق ظهور من عبدوا النعيبْ يا نحن يا من تسمعون دمي لقد جئنا لكم بالحرفِ جئتُ لكم أعدّوا ما استطعتم من خلود الروحِ ، من نقشٍ على صخرِ السماءِ ، من الصفاء لكم ، من الآياتِ لي من كلّ جزءٍ آبَ من خشب الصليبْ فأنا الغريبْ
قد قَالَ لِي: الأرضُ تلفظ جملة التحريمِ فالألفاظ واضحةٌ كما ضيق الفضاءِ بعاشق ، فهنا الطبيعةُ نطفةٌ شربتْ تغاريد البدايةْ وهنا القريحةُ رحلةٌ مسكت تلابيب النهايةْ لا تسأل الإنسانَ بحثاً ما الغواية ؟!
قد قَالَ لِي: زد في السطورِ إلى مغيب الحرفِ عن حرف أتاهْ لن يفهموا ألحاننا .. لن يفهموا ما دام شكل الشيءِ يلبسُ عقلهم والفردُ يجهل ما ذوى منه إليه إلى أناهْ نحن الذينَ تقيمنا مأساتنا لن نكتب الحرف المزركشَ فالقصيدُ يموتُ إن يُدرى مداهْ
قد قَالَ لِي: شيءٌ بعيد المُنْتَهَى نطوى الدروب مخافةً منه إلى أن ننتهي وهنا يقول لنا المكانْ : هم خائفونَ ، وأنت أيضاً في عيون النهرِ يلقون التعاويذ البليدة في عيون الخوف من غير اكتراثٍ تقذف القفّاز من سبقوك كانوا هكذا وهم الذين يقيمهم نصف الردي متشابهون بهم فأنتم صورةٌ لهبائكم قد قَالَ لِي: ولأنّ عقلي ينكر المنفى أريد النصف من كلّ المزايا نصفاً من الشهد العتيقِ على جدار العمرِ في أغنيّةٍ نصفاً من الحبِّ الغريقِ ببحر من عرفوا الأملْ نصفاً من السهمِ المرابطِ نحوَ موتى حينَ يأتي الموتُ في فرحٍ إليْ نصفاً من العمر البهيْ نصفاً من النفسِ العصيْ وسأترك النصف الشريد إلى البقايا ولأن عقلي يجهل المعنى من الدرب الغريبِ به أريدُ الكلَّ من عفو الخطايا
قد قَالَ لِي: الأمرُ عاديٌ هنا صاح السدى : والآن أعطيكم مدى نسيان ذا الراوي ضريبة منطقٍ وهنٍ حروفٌ لم تكن من منطق الشادي شجون الملحمةْ ، كنّا قديماً يا قديمْ كنّا على ورق الخريفِ ندى السديمْ لا تعجبوا من راحلينَ قضوا زمانهم المعلّل بين أحضان الفناءْ هم عارفونْ وليعرفوا ثمن الهدى كانوا يجيدون السلاحَ ، فيصنعون على ضفاف النهر ما يرضونهُ ويهرّبون الصمت في وقت النقاهةِ من على أفواههم هم يعرفون السجنَ ، أيضا ينسجون من الظلامِ ضياءهُ هم عارفون الشيءَ بالضدّ البعيدْ فيهرولون يهرولون إلى مجيئهم الجديدْ
قد قَالَ لِي: الطيبون الطيبونْ الطيبون هم الممزّقُ صوتهم نحو السماءِ ، يطالبون براحة الإنسان من ترنيمة الأقدارِ ، يعطون الزهور عطورها ، الطيبون هم الذين يقايضون الحزنَ بالضحكاتِ ، دوماً يسقطون على صديدِ الجرح ماءً يأكل الآلام في شهقاتِ إنسانٍ ضعيفْ الطيبون هم الذين يشاطرون الوقت جوعاً ، يقذفون إلى فؤاده بسمةً أو يشطرون الخبزَ حتى يرسلون إليه أنصاف الرغيفْ الطيبون تُحالُ طيبتهم ثرىً إن فرَّ نحو الناس دمعهم العفيفْ
قد قَالَ لِي: حرفانِ من ترتيلةٍ نصفُ الحياةِ على جوانب قَلبِنا رسمُ الغيابْ يتنفّس الغيبُ الحكايا صورةً ، حرفاً وغيثاً من سحابْ فإلى متى بالحزنِ يكتبني العذابْ ؟؟
قد قَالَ لِي: حرفانِ من تنهيدةٍ الموت نصف حقيقتي ، حِكَمٌ على رأس الحسابْ حَكَمٌ شريعتُه القديمة وردةٌ فوق القبورِ تذيبنا وتحلُّ أحجية اليبابْ فإلى متى بالصمتِ يكتبني العتابْ ؟؟
قد قَالَ لِي: خاطب إلهكَ قائلاً : أن الشطوطَ مقابرُ السمكِ الشريد وأنّ هذا العيشَ عين الموتِ ، قل إن السرابَ تشابكت أطرافهُ ، إن الخيوط نستْ نسيج الوقتِ حتى صار خرقةَ عابدٍ والمعبد الباقي تهدّمَ ، قل له ما ترتدى الحمقاء من عرْيٍّ لكي تغوي شياطين الترابِ ، هي الحياةُ بخيفةٍ سرقت ذبول الموت كي تُلقي بهِ نحو الحياةِ ، جريمةٌ هذى الحياةْ ، قل ما تقولُ فهم يديرون الرحى فوق النشيجِ ولا صدىً ينسى الخرسْ ، يا خالقي ماذا يعيدَ البسمة الثكلى إلى وجه السماءِ ؟ يعيد نصف الروحِ في أصواتِ مئذنةٍ وفي نبض الجرسْ ؟ يا خالقي عند القصيدةِ لا يزالُ الأمرُ منتظماً على رف الحروفْ ، وعلى طريق المنتهي ، لكن إذا لم تشفِ قلبَ الوقتِ أخرجنا من الإنسانَ ، من هذا العبثْ
قد قَالَ لِي: كن شاعرا قلتُ القصيدة جنةٌ للحالمينْ منفى الذين يعايشون الوقتَ منفى العارفينْ وأنا إلى الآنِ المفارقِ لا أرى ما مَنْ أنا ؟؟؟ !
أنا قال لي: هذا الكلام الغضّ لا يرتدُّ لي إن المقال يموت إن ترك الحجبْ
- الاسم : علي أحمد خليفة السيد
اللقب : علي الجمّال
شاعر وكاتب مسرحي ومترجم
- المهنة : معلم للغة الإنجليزية بمدارس 30 يونيو
- الجنسية : مصري
- تاريخ الميلاد : 7-6-1993
- العنوان : جمهو