أصدقائي الطيبينَ
لم يزلْ مجرى المياهِ واقفاً عند الخطيئةْ
لوّثتْ عيني النزالَ بين ماء النهرِ وعجز الفضيلةْ
كلّ شيءٍ واضحٌ عشبٌ ، وماءٌ
لم تزلْ كلّ الجذور في المناجاة ظميئةْ
كل شيءٍ واضحٌ يا أصدقائي
حبّكم ، نجواكمو عند جداري ، سيفكم فوق ظلالي ،
لن ألوم السيف ، لن تبكي العيونُ
إنها ماديّة القهرِ الشقيِّ
علّقوا تمائم الخوفِ على نسج الغريب
أصدقائي الطيبين
كلنا خيطٌ يعي ثوب الزمانِ لا يعي درب السلامِ
لى هدىً ينفى الوضوح
لي ثرى فوق الثرى ينفى الفناءَ
لي حروفٌ عند ضفّةِ الوداعِ ترتجى الموت ، يجيءُ الغيبُ ، 
يُلقى بعض عطفٍ كي تعودَ في مظالم الحياةِ
لي على نعشٍ تراتيلُ النجاةِ
لي ، لكم ، لهم ، لنا، للجزءِ مثل الكلِّ
لكن 
ليس من حقِّ الجميع فضل جزءٍ مستقيم
لا تلوموا في الصدى صوت الرميم
أصدقائي الطيبين
إنني مثل الذبيحِ حين تحكيني القصائد الغريبةْ
حين ينسى النصُ أسواطَ المخافرْ
حين يغوى القلبَ إنشادُ المسافرْ
 في الرحيلِ يا هنا كن لي هناكَ
حيث دفء العالم لا يحتوى دفءَ أبى عند البكاءِ
حيث أنصاف التفاصيل حقيقةْ
حيث كل الناسِ أسماكٌ غريقةْ
يا هنا كن لي هناكَ
السدى يعلّم الجوعى المكيدةْ
يهب الزّهّادَ ألحان القصيدةْ
في ظلام الأمس لم أكملْ عذابي
لم يردْ هذا النشيدُ الاكتمالَ
أسقط الأغماءُ حرفي مرتينِ
قد عرفتُ في غياب الوعيِ معنى الاكتمالِ
قد عرفت أنّ كلّى يجهل نصفى الطليقِ
أصدقائي الطيبينَ
كل شيءٍ ناقصٌ ما دمت حيّا
ولهذا في سلامٍ 
سوف أترك الكمالَ للقصيدةْ