الديوان » شاهر إبراهيم ذيب » لا لستُ أرضى أَنْ أكون

لا لستُ أرضى أَنْ أكون
 


أنا لست أرضى أنْ أكونكَ أنتَ
أو كنتُ أطلبُ أنْ تكونَ كنُسخةٍ منِّي
وصوتُكَ في الفضاءِ كصوتي
كمْ ذا مملٌ أنْ نُكرِّر حُلمَنا في صحونا
كم ذا مقيتٌ أنْ يكونَ حضورُنا
يُودي بنا نحو التقهقر والوراء
أفكارُنا صدأت وبعضُ كلامنا
أصداءُ تكرارٍ يَضيقُ به العراء
فندورُ في صلواتنا وكأنَّها رّقصاتُنا
في حَضرةِ الأغولِ مِمَّن كانَ
أسبابَ التَّقزُّمِ بالخداع
وبفكرِه المشؤومِ أدخلَ أُمَّةً
في معبدِ النَّومِ المُقدَّسِ والضياعِ
وعلى عقولٍ أُسدِلتْ أستارُها
وعلى قلوبٍ كُشّفتْ أحقادُها
هل عادَ يُجزي أنْ نكرِّر مفردات الَّلومِ
في وهجِ الفضيحةِ للرِّياح
صُنعتْ بأيدينا سلاسلُ قيدِنا
ورَمى بنا في التِّيه تقديسُ الطُّغاةِ
فمَن أنا مَن أنتَ كيف نعرفُ كُنهَنا
وكأنَّنا شيءٌ مِن الماضي الذي
قد صاغنا
فبهِ تضيعُ حياتُنا وبهِ خبتْ أفكارُنا
قد برمجتنا في غياهبِ ليلهِ مجموعُ أحكام التَّفرُّدِ والتقاةِ
فترَكْنا لُبَّ الماءِ في القدحِ الأصيل
ومضينا بينَ مشعوذٍ أو حالمٍ أو قاتلٍ
حتى غدونا أمةً لا شيءَ يملأ رأسَها إلا سكاكينَ الدَّمار
شُحذتْ بأوهامِ التَّفوقِ والقداسةِ والفخار
وإذا بها مَن ظنَّ يَحرسُ فكرَها
في نشوةِ السَّكران أدماها ومزَّقَ خِدرها
ومِن غيرِ إنْ يعنيهِ ما حلَّ
بها للكونِ أعلنَ بانذهالٍ موتَها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شاهر إبراهيم ذيب

شاهر إبراهيم ذيب

117

قصيدة

طبيب استشاري أمراض جلدية وشاعر. ولد في بصرى الشام عام 1961، ودرس وأنهى فيها المرحلة الثانوية ثم التحق بكلية الطب البشري بجامعة دمشق وتخرج منها عام 1985. أثناء خدمته العسكرية الإلزامية تحصل

المزيد عن شاهر إبراهيم ذيب

أضف شرح او معلومة