لما ضحكتِ تلونت دنيانا

أسنانكِ العقد المضيء الآنا

إني غريق الحسن أنّا تسمحي

وقد ارتضيتُ بقشةٍ أسنانا

‌أنا قادم مثل القصيدة بعدما

‌بضيائها أغرقتني لمعانا

‌لله در الحب أعمى جمعنا

‌ساوى علينا فارساً وجبانا

‌شفتان ضمت لؤلؤاً متوقداً

‌و يلاه تغرق بحرنا مرجانا

‌من فوق قهوتها دخانٌ يعتلي

‌و يلامس الشفتين و الأجفانا

‌نالت من الفنجان رشفة قهوةٍ

‌فأكلت بعد شفاهها الفنجانا

‌وحسدت دخاناً يلامس ثغرها

منذ البداية أحسد الدخانا

‌فالتوت في الشفتين فرقع حُمرةً

‌يا ليت لي من توتها بستانا

‌غرقٌ على غرقٍ وكلي غارقٌ

‌تكرارها لا يضعف الأوزانا

‌عندي دليلٌ في الهوى و إجابة

‌فالحسن يقنع سحره الصوانا

‌أو ليس غرغرة الغريق تكررٌ ؟

‌هذا دليل الشفع عند هوانا

‌الغارقون إلى الشواطئ أسرعوا

‌و أنا غريق يكره الشطآنا

‌أو كيف لا ؟ و البحر أنتِ و مركبي

‌وهنا التقت حوريةٌ قبطانا

‌جيشٌ من الأمواج هاج بداخلي

‌لما رأيتكُ، أصبحت جدرانا

‌سبحان من سوى جمالكِ هكذا

‌البحر قال وملحه سبحانا

‌وقد التقينا رغم كل جميلة

‌خلفي أنا تتتبّع العنوانا

‌فأنا الذي سرق العذارى حسنه

‌ولحقنَ بيّ أماكناً أزمانا

‌إلاك أنت خطفتني و أسرتني

‌و قد ارتضيتُك في الهوى سجّانا

‌كل الجميلات اجتمعن بكفةٍ

‌وجمال وجهك حطّم الميزانا

‌إن كان نسوة يوسفٍ قطّعن أي

‌ديهنّ مذ لاقينه سلطانا

فإليك قامت ثورةٌ دمويةٌ

‌و هنا الرجال تذابحوا فرسانا

‌و كأن واقعة البسوس تأججت

‌لله درّك أن غزوت حمانا

‌إني أشك بأن تكوني مثلنا !

‌لم ألق مثلك في الحسانِ حسانا

‌و الله لا أدري أأنتِ حقيقةٌ

‌أم كنت أنت ملائكاً أو جانا؟

‌يا قوم ما أبصرتُ إلا ثغرها

‌أو كيف لو أبصرت ما يخفانا؟!

‌وإذا مررت من الطبيعة فارفقي

‌فمقاس خصرك فجّر البركانا

‌دورت إعصاراً فصاح منادياً

‌ويلي كفا ! أرهقتني دورانا

‌و البحر ذات البحر حسنك شقّه

‌وضممت فيه بجيشه هامانا

‌و الورد أذّن من جمالك عطره

‌الله أكبر ! لو سمعتِ أذانا

‌دقّي على الخلخال قد ضيعتني

‌لا تأبهي ، قد كان ما قد كانا

‌راقصت في سير الظّباء شوامخاً

‌لفداء كعبك جيشت أوطانا

‌ميلي كميل القمح مِلْأَ سنابلٍ

‌حيث اتجاهك أتبع الميلانا