الحيرة و السؤال :
إنَّ الحيــــــــــــاةَ عِرَاكٌ بيْنَ حقولِ الوُرُودْ
تذْوِي وُرُودٌ و تَنْمُـــو علَــــــــى مَدَارِ العُقُودْ
كذلكَ النَّــــاسُ تحيـــــــا فِـــــــــــي جَوْفِ هذا الوُجُودْ
و الكُلُّ يسْعَــــــــــــى لِنَيْلِ الدُّنْيَــــــــا و نَيْلِ الخُلُودْ
هَلِ الحيــــــــــــاةُ ذُبُولٌ و نحنُ كـالعُنْقُودْ ؟
رُوحِــــــــي سؤالٌ لِنفسِـــــي مَــــــــا هُوَ سِرُّ الوجودْ ؟
****
النساء :
اتْرُكْ غرامَ الغوانِـــــــــــــي فــــــــــــي النَّحرِ قَيْدُ الجِبَاهْ
لا تَنْذُرِ الوَجْدَ فِيهِمْ و انْذُرْهُ أجْلَ الحياهْ
تَحْسَبُنِــــــــــــي البنتُ صَبًّا و هل لِصَبٍّ شِفَاهْ ؟
يــــا خَرْسَةَ القلبِ إنِّـــــــــي فــــــــــــي النَّحرِ بيْنَ دُجَاهْ
إلَامَ أبْـذِلُ وجْدِي ؟ و لِـــــــــي الهَنَـــــا و سَمَاهْ
لا الحُبُّ أجْل الغوانِــــــــــي بَلْ لِجَمَــــــــــــالِ الحياهْ
****
الكواكب :
أصُولُهُنَّ لهِيبٌ أبْتَكَرَتْهَـــــــــــــا الشُّمُوسْ
فانْطَلَقَتْ بَعْدَ أنْ كَـا نَتْ فِي الفَضَـــــا المَطْمُوسْ
إنْ شِئْتَ مِنْهَـــــــــــا رؤاهَا هَذِّبْ صمِيمَ النُّفُوسْ
إنَّ الكواكبَ ساقٍ بالفِكْرِ راحُ الرُّؤوسْ
ساقِـــــــــــــي التَّفَكُّرِ شقْوًا و الفِكْرُ خِلٌّ لَمِيسْ
كأنَّهُ المــــــــــاءُ يبْدُو و المــــاءُ نـــــــــارُ وطِيسْ
****
النجوم :
إنَّ النجومَ رُعــــــــاةٌ ترعَـــــــــى عُقُولَ الشُّرُورْ
تُطَبِّبُ الدَّاءَ سِحْرًا داءٌ يُسَمَّـــــــــــــــى الغُرُورْ
ارضَعْ بَرِيقَ الأمَانِـــــــــــي من ثديِ هذا الأثِيرْ
تُصَـوِّرُ العُمْرَ ماضٍ كـمْ هُوَ ليْلٌ قصيرْ
تخْتَزِلُ العُمْرَ حَتَّــــــــــى وهْوَ خَفِـيُّ المصِيرْ
إنَّ النجومَ كُرُومٌ تفَتَّقَتْ فِـــــــــــي الصُّدُورْ
****
الشمس :
علــــــــــــى نواةِ الشَّمْسْ يعلُو أنينُ النَّفْسْ
لكنَّهـــــــــا شطُّ نُورٍ أسْبَحُ فِيهِ بِبُؤسْ
لـكنَّهُ بلْسَمٌ مِنْ بشـاشـــةِ الفِردَوْسْ
خَلَقَهَــــــــــــا اللهُ قلبًا للْكَوْنِ يَحيَـــــــــا بِنَبْسْ
تَطْرُقً ليلِـــــــي صباحًــــــا بِرِقَّةٍ و بِهَمْسْ
مــــــــا الشَّمسُ إلَّا فؤادٌ و نواةُ نـــــــــــــارٍ و قُدْسْ
****
القمر :
عَمَّرَهُ معْشَرُ العُشَّـــــا قِ بيُوتًـا و كُوخْ
هامُوا علَيْهِ إلَــــــــــــــى أنْ صعِدُوا إلـــــــــــــى المَرِّيخْ
قِسُّ الهوَى فـــــــــي ضلُوعِ السَّمـــــــــــــاءِ جمُّ الرُّسُوخْ
مثل المـآذِنِ يعلُو كَرَايةٍ فـــــــــــــــــي شُمُوخْ
مـــــــــــــــــــا القمَرُ الفذُّ إلَّا راعٍ بحُكْـمِ الشُّيُوخْ
بحُكْمِهِ و أقــاوِيـ ـلِ الحُبِّ دَاوَى الشُّـرُوخْ
****
الشهب :
مسْكُوبةٌ من سنـــــــــــــــــاءٍ كخَمْرَةِ الرُّهْبَـــــــــانْ
قالَتْ : تَمَنَّ شُعَاعًـــــا مُزَرْكَشًــــــــــا بالأمَــــــــانْ
شَعْثَــــــــــاءُ لافِحَةٌ مِنْ أشِعَّةِ الوِجدَانْ
تُذْكِـــــــــــــي النُّجُومَ غرامًا بالوَصْلِ و الهِجْرَانْ
تطوِي المطامِحَ فِـــــي ثَنْـ ـيَةِ الجُيُوبِ جُمَـــــــانْ
ما الشُّهْبُ إلَّا السَّنـــــــــا فِي صوامِعِ الرُّهْبَــــــــــــانْ
****
النهار :
يأتِــــــــــــــــــي إليْنا النَّهَارْ كأنَّهُ عشْتَـــــــــارْ
نيْسَــــــــــانُ حــــانَ قرِيبًــا و الصُّبْحُ فِيهِ اشْقِرَارْ
فتتَتْرُكُ النَّــــــــــاسُ همًّـــــا علــــــــــــى زنُودِ النَّهـــــارْ
إنَّ الغياهِبَ تجلُو مِنْ ظُلُمـــــــاتِ القِفارْ
و الصُّبْحُ ساعـــــــاتُ طِيبٍ فِـــــــــي النَّفْسِ تبغِي العَمَارْ
إنَّ النَّهـــــــــــــــــارَ خيوطٌ فـــــــــــــــي الكفِّ كالأقدارْ
****
الليل :
الليْلُ خمْرُ العذارَى يُسْكَبُ فَوْقَ الجُسُومْ
إنْ بـــــــــــاتَ برقًا و رعدًا زادَتْ عليْهِ الهُمُومْ
مُخْتَلِجٌ بــــــالتَّرَانِيـ ـمِ , هادِلٌ فِـــــــــــي الهشِيمْ
تحَمَّمَ الصَّبُّ فِــــــــــي كُحْـ ـلِهِ فَكَـــــــــــــــــــانَ النَّدِيمْ
مـــــــــــــــا الليْلُ إلَّا شذاءًا و زعفرانٌ حميمْ
ابْكِ علـــــــــــــى وجْنَتَيْهِ فالليلُ لحنٌ حلِيمْ
****
الفصول الاربع :
إنَّ الفصُولَ إبـــــــــــــــــــاءٌ إنَّ الفصُولَ خُشُوعْ
أمُّ الجداوِلِ بيْنَ الشِّتَـــــــا و بَيْنَ الرَّبِيعْ
فَيَهْطُلُ الثَّلْجُ فيهـــــــــا صبابةً و صقِيعْ
صبابةً فِــــــــــــــــــي نشِيدِ المُنَــــــى النَّبِــــــيِّ الرَّضِيعْ
و يَزْدَهِــــــــــي الزَّهْرُ فيها غضًّا , ملِيحًـــــــا , بدِيعْ
إنَّ الفصُولَ رُسُومٌ مرسُومَةٌ بالدُّمُوعْ
****
الغاب :
الغـــــــابُ لحنُ القلُوبْ مِن غُصْنِ لَوْزٍ طَرُوبْ
يُكْسِيكَ زَهْوًا و مَغْنًــى يَطُلُّ ثوْبًــا قشِيبْ
إنَّ الطَّبِيعـةَ مَهْدُ الرُّوحِ شذاءًا و طِيبْ
الغابُ ألْفُ داوءٍ لحَسرَةٍ و نحِيبْ
يَتَغَلْغلُ الرُّوحُ فِيهِ نَايًا بِذِكْرَى حبِيبْ
إنَّ الطَّبيعةَ رُوحٌ تَطْلُعُ بعدَ المَغِيبْ
****
المياه :
مُنْتحِبُ الدَّمْـعِ يشْكُو نُضُوبَ دمْعِ المـآقْ
تبْكِــــــــي الميـــــاهُ بُحُورًا لأجْلِهِ فِـــــــــــــي احْتِرَاقْ
إنَّ الميـاهَ حياةٌ تخْبُو بهـــــــــا الأشْواقْ
إنَّ الميــــــاهَ قرِينٌ للرُّوحِ غيْرُ الرِّفاقْ
عـرَّافةٌ تَأْلَفُ الصِّدْ قَ بَيْنَ هذا النِّفَاقْ
إنَّ الميـــاهَ بيانٌ تنْزِيلُهُ فِـــــــــــي المــــــآقْ
****
الأشجار :
خضـراءُ مِنْ سُندُسٍ تَطْـ ـرَحُ لنـــــــــا الفاكِهَهْ
أوْرَاقُهَـــــــــــا ثوْبُ بنتٍ جميلةٍ والِهَهْ
تضحكُ للشَّمْسِ بِكْرًا نــــــــــاثرةً ظِلَّهَــا
للْفِكْرِ بيْتٌ عميقٌ يُجْرَعُ فِيهِ السُّهَــــــى
فالفَيْلسُوفُ بذورُ الظِّلِّ المُمَدِّ لَهَا
و إنَّهَـــــــــــــــــــا هِبةُ الرُّو حِ مِنْ سَمَـــــــــــــــــا الآلِهَهْ
****
التفاح :
أصْلُ الوجُودِ قِطَــافٌ و السِّرُّ فــــــي التُّفَّاحْ
قامَ الوجودُ علـــــــــــى ذنْـ ـبٍ عَفَوِيٍّ مُبَـاحْ
غرِيـزَةُ النَّفْسِ تصْبُو لِشَهْوَةٍ فِـــــــــــــــي المَرَاحْ
إنَّ الخطِيئةَ أمْرٌ ليْسَ لهُ إيضَــــــاحْ
نُحْطِئُ مِنْ أزَلٍ فِــــــــــي نُعْمَـــــــى الجِنَانِ الفِسَاحْ
سَلِ الغُصًونَ سؤالًا فِيهَـــــــــا تَرَى ا لأرواحْ
****
الورود :
العَيْشُ حُلْوٌ و إنَّ الأحزَانَ فِــــــــــــي المِحَنِ
كَبَلْسَمٍ هُو رَطْبٌ فِــــــــــــي مُقَلِ السَّوْسَنِ
إنَّ الوُرودَ كـلامٌ فِــــــــي أنْهُرِ الأعْيُنِ
فِــــــــــــي دِجْلَةٍ و فُرَاتٍ فِــــــــي مرْقَدِ الأُذُنِ
رُوحُ الشَّذَى سَرْمَدِيٌّ فِـــــــــي تُخُمِ الزَّمَنِ
إنَّ الوُرُودَ انْسِجَـــــامٌ ويَّــــا النَّسِيمِ السَّنِي
****
المخاوف و الأحلام :
وَيْلٌ لنــــاسٍ تنـامْ و تَجْهَلُ الأحـلامْ
و لا رقِيقَ المعانِــــــــي و لا هدِيلَ الحَمَـــــــامْ
و لا عصِيرَ الأغانِــــــي و لا كُؤوسَ المُدَامْ
ويْلٌ لناسٍ جبـانٍ غدًا سَيَغْدُو حُطَـــــامْ
ويْلٌ لِمَنْ لَمْ يصِلْ فِـــــــي الفِكْرِ لِسِنِّ الفِطَــــــــــــامْ
إنَّ المخاوِفَ مَوْتٌ بالبُطْئِ بَيْنَ الأنَــــــــامْ
****
النور :
النورُ نُورُ الصَّلاهْ النُّورُ ظِلُّ الإلهْ(1)
النُّورُ مـــــــــاءٌ زَكِيٌّ مُغْتَسِلٌ فِــــــــي رُبَاهْ
مُنْبَثِقٌ فِــــــــــي غمُوضِ الليْلِ و طَيْفِ ضُحَـاهْ
يجِيءُ لحْنًـا سمَاوِيًّا من أنينِ صِبَـاهْ
فالنُّورُ مِنْ لَهَبٍ كا نَ أصْلُهُ فِـــــــي الحيـــــــاهْ
إنَّ الضِّيـــاءَ بدِيلٌ للصَّبِّ عَنْ مَنْ جَفَاهْ
****
العدل :
العدلُ فِــــــــــي أُمَّتِـــي مَظْـ ـلُومٌ بِظُلـْمِ البَشَرْ
لا عدلَ فِــــــــي أُمَّةٍ قد خـــابَتْ و فِيهَـــــا العِبَرْ
يــــــــا أمَّةً سَوْفَ يَمْحُو هَا الوَجَلُ المُسْتَتِرْ
سادَ الظَّلامُ الحنايـــــــــا و زالَ سِحْرُ السَّحَرْ
العدلُ في النَّاسِ حَيٌّ لكنْ يُسَاوِي الحَجَرْ
و الحالُ يَعْجَزُ عَنْ وَصْـ ـفِهِ لِسَــــــــانُ القَدَرْ
****
الحشرات
( النحل ) :
ماذا نُسَاوِي و لَسْنَـا ؟ شيْئًا أمــامَ النَّحَلْ
فنَحْنُ مـاذا صَنَعْنَا غَيْرَ خطِيرِ العِلَلْ ؟
و النَّحْلُ يخْلُقُ دُنْيَـا خلِيَّةً و عَسَلْ
لسْنــــــا نُســــــاوِي جناحَ البعُوضِ أجْلَ الكَسَلْ
حَمْقَــــــى لأنَّا خَشَيْنَا العَوْمَ و شأنَ البَلَلْ
مـــــــــا النَّحلُ إلَّا عقولٌ بالفِكْرِ تهوَى العَمَلْ
****
الخير :
الخيْرُ فِي النَّفْسِ مَطْمُو سٌ فِــــــــــــي سَجِيَّتِهَا
و الخيْـرُ بَيْنُ الوَرَى وِدٌّ بِمَحَبَّتِهَــــــــا
لغةُ الحيـاةِ وِصالًا نحْكِــــــــي بِوَرْدَتِهَا
و جــــــــاهِلُ الخَيْرِ عِنْد الحيـــــــاةِ فِـــــــــي صمْتِهَا
يــــــا جاهِلًا خيْرَ هَذِي الدُّنيــــــــا و فِتْنَتِهَــــــا
مــــــــــــا الخيْرُ إلَّا شذًى للنَّاسِ , لِعِيشَتِهَـــــــا
****
الشر :
الشَّرُّ فِـــــــــي النَّفْسِ لا يُسْـ ـتَشَفُّ فَوْقَ القُشُورْ
و إنَّمَـــــــــا الشَّرُّ لُغْزٌ و الحلُّ بيْنَ القُعُورْ
الشَّرُّ خيْرٌ يَجُورُ الدَّهْرُ علَيْهِ كَثِيرْ
ليْتَ المظـالِمَ تجْلُو ماتَتْ لدَيْنَــا الزُّهُورْ
ليْتَ الضَّمَائِرَ تصحُو فالخَيْرُ شــــــــاءَ النُّفُورْ
مـــــــا الشَّرُّ إلَّا اشْتِعالٌ فــــــي الأصلِ كـــانَ غدِيرْ
****
الحب :
الحُبُّ عندَ النِّسَاءْ جاهٌ و لا كِبْرِياءْ
أنْ تَلْتَقِـــــــــي بفتاةٍ مُوْصُوفةٍ بالبَهَاءْ
مِنَ المُحالِ كَمَا الغُو لُ و كَمَـا العَنْقَاءْ
الحُبُّ عند السَّمــــاوَا تِ لِزُهُورِ الفَنَاءْ
طَيْفٌ هُوَ الحُبُّ مـا كَا نَ قَيْسُ غَيْـرَ رُواءْ
مُصْطَنَعٌ بَيْنَنَا حتَّى صارَ أجْلَ الشِّرَاءْ
اصْمُتْ فَعَارٌ عَلَيْنَا و ابْكِ بغَيْرِ بِكَــاءْ
****
العقل :
العقلُ آلَةُ جُهْدٍ لا تُوْقِـفُ التَّفْكِيرْ
إنَّ العقولَ مُكُوثٌ يعِيشُ فِيهِ الضَّمِيرْ
فكِّرْ و حَلِّلْ فطَيُّ الأفكارِ يَضْوِي السُّرُورْ
إنَّ الخُمُولَ إذا مسَّ صارَ عقلًا ضرِيرْ
إنْ قرأتَ فهذا للْعقلِ زادٌ سمِيرْ
إنَّ العقولَ مَسَرَّا تٌ و نُبُوغٌ و نُورْ
****
القلب :
القلبُ أنْسِجةٌ مِنْ اسًــــــى , بِهِ واهِيَهْ
حمقــــاءُ , طَيِّبةٌ كالسَّحــــــــابةِ الباكِيهْ
ضَعْ للْفؤادِ حدُودًا بيْنَكُمَــــــــــــا كافِيَهْ
فـإنْ سَمِعْتَ إلَيْهِ قد رُحْتَ فِـــــــــي داهِيَهْ
لكنَّهُ خـافِقٌ كالـ ـلُحُونِ فِــــــي السَّاقِيهْ
فالقلْبُ مبْعَثُ حُبٍّ و براءةٍ شادِيَهْ
****
الدين :
الدِّينُ ليْسَ قيُودًا فِــــــي حُكْمِهَـــــــا التَّسْيِيسْ
و إنَّمــــــا الدِّينُ نَهْجٌ علَى الخِصَـالِ يَسُوسْ...
حِزْنَ الأمُورِ هَوَانًا يُجْلِــــــــي ثِقـالَ العُبُوسْ
و مَأْرَبُ الدِّينُ نُبْلٌ كـــــانَ لَدَيْنَـــــــا الوَنِيسْ
الدِّينُ قد قَطَعُوهُ شَجَرةً بالفؤوسْ
مـــــــا الدِّينُ إلَّا هُدًى دُو نَهُ تضَلُّ النُّفُوسْ
****
النار :
صهْبَاءُ تأكُلُ قُوتَ الخيْرِ علــى اليابِسَهْ
و النَّارُ قد عَبَقَتْ نُو رًا فِــي الفَنَا الدَّامِسَهْ
و إنَّهَـــــــا كرحِيقٍ فِــــــي الهُدُبِ المائِسَهْ
لكنَّهَـــــــا سوْفَ تُؤْذِيـ ـكَ حُرْقةً غامِسَهْ
لا تَأْتَمِنْ لِلَهِيبٍ و لا تَكُ الغائِصَا
فلا يدُومُ لنَا حا لٌ فِـــــــي الدُّنا البائِسَهْ
****
القصور :
تُبْنَـــى القُصُورُ و تُبْنَــــــــى مَعْهَــــــا ألُوفُ العُيُوبْ
تعلُو القصُورُ قِبابًـــــــا لكـن تغُورُ القُلُوبْ
يمْشِـــــي القطِيعُ إلَيْهَـــــــا و يَجْهَلُونَ المَشِـيبْ
إنَّ الفضِيلَةَ عـــــارٌ قـالُوا : فهذا رتِيبْ
خَلَعُوا ثيــــــــابَ الطُّيُوبْ أجْلَ قصورِ الذُّنُوبْ
ليْتَ المفاسِدَ تدرِي خطْبَ المَنايــــــــــا القرِيبْ
****
القبور :
مشَيْتُ حتَّـــــــــى رأيْتُ القُبُورَ خلْفَ الهِضَــابْ
كلُّ المساكِنِ تَفْنَـــــــى عَدَا بُيُوتُ التُّرَابْ
إنْ كُنْتَ مرءًا كرِيمًـا ففِـــــــــــــــي الثَّوَاءِ الثَّوَابْ
إنْ كُنْتَ مرْءًا شحِيحًــــا ففِــــي الثَّوَاءِ العذابْ
مِنَ التُّرَابِ خُلِقْنَا و فِيهِ نثْوِي كِتَابْ
إنَّ القبُورَ كَرَى الخُلْـ ـدِ , نَمْ بِبِيضِ الثِّيَــابْ
****
المال :
المـــــــــــالُ سِرُّ انْشِغــــــالِ البــــــــــالِ و سِرُّ السَّقَمْ
إنْ تَجْنِ مـــــــــالَ قَرُونٍ مصِيرُهُ فِــــــــــي العَدَمْ
ليْسَ العطاءُ نقُودًا بلْ بسْمةً و نَغَمْ
لأجْلِهِ تنْجَلِــــــي الأخْـ ـلاقُ و تَفْنَـــــــــى الأُمَمْ
و الرَّغْدُ فِــــــــي النَّفْسِ عِلْمٌ و شمائِلٌ و شِيَمْ
إنَّ القنـاعةَ كنزٌ يدُومُ رُغْمَ السَّقَمْ
****
الذهب :
تُغْرِي الوَرَى شَهـَواتٌ أغْلَبُهَـا فِــــــــــــــي الذَّهَبْ
فإنْ رؤا التِّبْرَ هَبُّوا كأنَّهُمْ فِــــــــــــــــــــي سَغَبْ
يُطَرِّزُونَ بِهِ أثْــ ـوابَهُمُ , بالقَصَبْ
دُنيا منَ الجــــــــــــــــاهِ لكنْ لَمْ يُؤْتِ غَيْرَ التَّعَبْ
و ذهَبُ الغــــــــابِ أحلَــــــى بغمْزَةٍ فِــــــــــــــي العِنَبْ
مـا الذهَبُ الجَمُّ إلَّا فِــــــــي صَفَحَـــــــاتِ الكُتُبْ
****
الفحم :
يمْشِــــــــي علَيْهِ الحُفاةْ أمَلًا لِذَوْقِ الحَيَـاةْ
لمْ يَكُنِ الفَقْرُ عَيْبًا فالفحمُ ليْسَ رُفاتْ
مُمَلَّقُونَ و لكنْ قُلُوبُهُمْ ضاحِكَـــــاتْ
و بالرِّضـــــــــــا اتِّسمُوا بيْـ ــنَ قسْوةِ الحَيَوَاتْ
و الفحمُ أثْمَنُ مِنْ بعْـ ـضِ الأنْجُـمِ النَّيِّرَاتْ
لا فرقَ فِــــــــي النَّاسِ غيرَ الأعمـــــــــــــالِ بعد الحياةْ
****
الجسم :
الجِسْمُ كالفَلَـواتْ سِجْنٌ هزِيـلٌ ضعِيفْ
دِمـــــــاءُهُ آسِنَــــــــــــــــاتْ جِسْمٌ علِيلٌ , نحِيفْ
يُكـــــــابِدُ الجِسْمُ رُزْءًا ليْسَ عَلَيْهِ طفِيفْ
شريــــانُهُ ذابِلٌ شَيْـ ـبٌ و السِّقامُ الخرِيفْ
مُهْتَرِئٌ ذَبَحَتْهَ الأوْصــــــابُ مثلَ الخرُوفْ
جِسْمٌ يُلاقِــــــــــــــي ابْتلاءًا و تَفْتدِيهِ الحُرُوفْ
****
الروح :
هِـــــــــــيَ التِــــــــي للنَّسِيمِ الحُلْوِ النَّدِيِّ الفِرَاشْ
وهْــيَ زُمُرُّدُ تِلْكَ السَّمـــــــــــــاءِ مثلُ الفَرَاشْ
تلْبَسُ هذا الغمامِ الشَّفَّافِ أزْهَـــــــــــى رِياشْ
الرُّوحُ طفلٌ صغِيرٌ كبلابِلِ الأعشـاشْ
الجِسْمُ شَرنقةٌ تَبْـ ـلَـى لِخُيُوطِ قُمـــــــــاشْ
و الرُّوحُ خالِدةٌ فِـــــــــــــــي أُفْقِ السَّمَـــــــــــــا كالفَرَاشْ
****
التمرد :
إنَّ وُجُودِي وُجُودٌ مِلْئُ فراغِ الوُجُودْ
كَبَّلَنِــــــــــــي اللهُ حَبْسًا فِــــــــــي بدنٍ كالقُيُودْ
أريـدُ أن أغْتَدِي طَيْـ ـرًا فِــــــــــي شذاءِ الوُرُودْ
تمَرُّدِي مِنْهُ أغْدُو فِـــــــي الرُّزْءِ شَيْخًــــا ولِيدْ
تمَرُّدُ الرُّوحِ سِرٌّ مِــنْ سِرِّ هذا الوُجُودْ
79
قصيدة