الديوان » شاهر إبراهيم ذيب » تُريدينَ أَنْ أَقطعَ

تُريدينَ أَنْ أَقطعَ

قَالتْ تَعالَ
لنقطعَ بيننا الأخبارْ
مُنذُ اليومَ أسبوعاً
فلا تَلقاني أو ألقاكْ
لأَنَّ حُضورَكَ المحمومَ
حاصرَ كُلَّ حالاتي
وأَوْهَتْ عِيشتي الأشواقُ والأفكارْ
فإذا مَشيتُ فأنتَ للدَّربِ رفيق
وإذا جلستُ بغرفتي
تأتي تُبعثرُ كلَّ أفكاري
وتنثرُ عطرَك َالعَبَّاقَ
حول ضفائري
وتُعيقُ
أنفاسي وأحلامي
حكاياتي وأشعاري
وإذا نَهضتُ لأفتحَ بابَ دولابي
وجدتُكَ فيهْ
وإِنْ قَبَّلْتُ دبدوبي شَممتُكَ فيهْ
أراكَ بجانبي وهناكَ
فوقَ المكتبِ المعمورِ
بالكلماتِ والأقلامِ
وبين دفاتري تغفو
فإن قَلَّبْتُها
استيقظتَ ثُمَّ أصابعي قَبَّّلتَ
أراكَ بينَ نجومِ اللَّيل تَرقُبُني
ومثلَ البدرِ تحضُنُني
وفوقَ الشاي كاللَّيمونِ تَعصُرُني
فهلْ يُرضيكَ ما آلتْ
إليهِ كلُّ أحوالي
*****
تعالَ نجربُ الأشياءَ بالمقلوب
فلستُ أنا حبيبتُك التي تَهوى
ولستَ رفيقيَ المَقلوب
فإنْ شاهدتُكَ انفجرَتْ
على عجلٍ كراهاتي
وإِنْ صادفتَني حَوَّلْتَ
دربَكَ عن سلاماتي
ولا تَنْدَّسَّ في سرِّي
ولا تَأتي على بالي
ولكنْ فلتعاهدْني
لأسبوعٍ ولا أكثر
ومن ثَمَّ إلى ما كانَ
بينَ قلوبِنا الحمقاءِ
فلنرجعْ
*****
وكنتُ أمامها كالشِّعْرِ
مَقروءاً بلا كلماتْ
وقلبي كانَ مشغولاً
بحضرتِها عن الخَفقاتْ
لأسبوعٍ معذبتي
وكيفَ أُطيقُ نأيَكِ عن سُويعاتِي
وأنتِ الآنَ حاضرةٌ
بأنْفاسي ونظراتي
أحاولُ دَفعكِ غَصْباً
بعيداً عن صَلاواتي
فإنْ كَبَّرْتُ كُنتِ أمامَ تكبيري
وإنْ بَسملتُ كانَ لاسمكِ التشكيكُ
في حِفظي وتَرتيلي
وبينَ ركوعيَ الشَكْلِّي
وبينَ سجوديَ الصوري
يوسوسُ لي سَنا عينيكِ
ومبسمُ ثغركِ الناريُّ يُلهيني
أحاولُ زَجرَ جفنيك فتكويني
فإنْ سَلَّمتُ عن يُمناي كنتِ هناك
وإن سَلَّمتُ عن يُسرايَ كنتِ هناك
ولا يثنيكِ أنَّ صلاتي قد ضاعتْ
بغيرِ ثواب
فماذا قلتِ قاتلتي
لأسبوعٍ علاقتنا
تريدينَ بأنْ نقطعْ
خَيَارٌ كادَ يُذهلني
فلم أقنعْ ولم أسمعْ ولن أسمعْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شاهر إبراهيم ذيب

شاهر إبراهيم ذيب

117

قصيدة

طبيب استشاري أمراض جلدية وشاعر. ولد في بصرى الشام عام 1961، ودرس وأنهى فيها المرحلة الثانوية ثم التحق بكلية الطب البشري بجامعة دمشق وتخرج منها عام 1985. أثناء خدمته العسكرية الإلزامية تحصل

المزيد عن شاهر إبراهيم ذيب

أضف شرح او معلومة