الديوان » فريد مرازقة الجزائري » اعذروني و لكن...

ستَبْقَى أُمَّتِي فِي العَيْشِ حيرَى
وَيبْقَى دِينُهَا لَعق النِّعَالِ
وَيبقَى حُلْمُهَا لمسُ البغَايَا
وَدَفْنُ فُحُولِهَا حينَ السُؤَالِ
سَتَبْقَى تَحتَفِي بدنيءِ نفسٍ
وَتنفِي دائِمًا خَيْرَ الرِّجالِ
وَتنكِرُ عِلْمَهَا حينَ انبهارٍ
لتُؤمِنَ بِالجَهَالَةِ وَالمُحَالِ
? اعذروني و لكن :
سَتَغرسُ رأسَهَا فِي الطِّينِ عَمْدًا
وَتُقْنِعُ نفسَهَا بِالإحتِيَالِ
وَ كُلُّ حَيَاتِهَا حُزْنٌ وَضيقٌ
تُدَثِّرُهُ بِأقوالِ الخَيالِ
تُجارِي ظِلَّهَا حَتَّى توارِي
تَفَاهَتَهَا بِمِنشَفَةِ الجِدَالِ
سَتَبْقَى هَكذَا مَا دامَ فيهَا
يُبَدَّلُ فَحْلُهَا بِقليلِ مالِ
? اعذروني و لكن :
سيَنقُلُ جِيلُهَا جَهلًا لجيلٍ
ليسكُنَ عالِمٌ قِمَمَ الجِبَالِ
سيرْثِيهَا القَصِيدُ ببعضِ شِعْرٍ
لِيَهجُوَ آخرٌ حينَ السِّجَالِ
وَتبْقَى أمَّتِي فِي العَيشِ حَيرَى
ترَدِّدُ قَوْلَهَا دونَ انفِعَالِ
( أنَا الحَيْرَى وَ لستُ أرَى الحيَارَى
فلستُ بِحيرَتِي يَومًا أُبَالِي)
? اعذروني و لكن :
ستبقَى تحتَفِي بالجَهلِ فخرًا
وَتُكْرِمُ دَائِمًا جمعَ البِغَالِ
تُجَوِّعُ مَنْ يرَبِّيهَا لِيَفنَى
وَتصفَعُ خَدَّ محمُودِ الفِعَالِ
تُذِلُّ طَبِيبَهَا ليَمُوتَ قهْرًا
وَتدْعُو للمُعَلِّمِ بالزَّوالِ
وَيبقَى صانِعُ الإعلامِ فيهَا
يُطَبِّلُ للردَاءةِ فِي المقالِ
?اعذروني و لكن:
يُعادِي أُمَّتِي يَوْمٌ جميلٌ
يُبَدِّدُ نُورُهُ ظُلَمَ اللَّيَالِي
كَأنَّ الشَّمْسَ مَا عادَتْ تراهَا
فكُلُّ حياتِهَا (تشخيصُ حالِ)
تُغطِّيهَا بِلا خَجَلٍ ظِلالٌ
وَ لَا تدرِي ظِلَالٌ بِالظِّلَالِ
ألَا إنَّ العُرُوبَةَ بعضُ وَقتٍ
يحِنُّ إلى معانَقَةِ الخَوَالِي
و إن لم تعذروني... فلا بأس.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن فريد مرازقة الجزائري

فريد مرازقة الجزائري

63

قصيدة

الشاعر فريد مرازقة الجزائري شاعر عمود بالعربية الفصحى.

المزيد عن فريد مرازقة الجزائري

أضف شرح او معلومة