عدد الابيات : 24

طباعة

إذَا كانَ سَهْمُ النَّاسِ فِي الجَرْحِ آجِلًا

فَسَهْمُ أعَزِّ النَّاسِ فِي القَتْلِ عَاجِلُ

وَ إنْ كانَتِ الدُّنْيَا أذَاهَا يَهُدُّنَا

فإنَّ أذَى المحبُوبِ للخِلِّ قَاتِلُ

فَإنْ كانَ عنْ جَهْلٍ فتِلْكَ خَطيئَةٌ

وَ إنْ كانَ عَنْ عِلْمٍ فذَلِكَ بَاطِلُ

سَئِمنَا وَ ربِّ الكَوْنِ طَعنَ الوَرَى لنَا

وَ مَا عادَ مَا عَنْهُ يجُوزُ التَّنَازُلُ

نعِيشُ أسَى الدُّنْيَا بِبَأسٍ وَهِمَّةٍ

وَ مَا هَمَّنَا عَذْلٌ سَقِيمٌ وَعَاذِلُ

وَنسنِدُ ظَهْرًا كَيْ يزيدَ استِقَامَةً

فيكسِرُنَا حَتَّى تُهَدَّ المفَاصِلُ

نُرِي سَائِرًا دَرْبَ الفَلاحِ وَنختَفِي

لِيَغدُوَ ذَا شأنٍ وَ نَحنُ الأرَاذِلُ

إلَا إنَّ فِي الدُّنْيَا الفُحُولُ مَطِيَّةٌ

عَلَى شَأْنِهَا يعلُو دنِيءٌ وَجاهِلُ

خلَا العُمرُ مِنْ خِلٍّ يُفَسِّرُ غَمْزَةً

وَيفهَمُ مَا تُخْفِيهِ تِلْكَ الرَّسَائِلُ

تُجَابِهُ أنواعَ الرَّزَايَا لِأجْلِهِ

فيَحملُ هَمًّا عنْكَ وَهْوَ يُقَاتِلُ

إذَا قُمْتَ تَحْمِيهِ يَمِينًا بدَا لَهُ

شِمالًا حُسَامٌ كَيْ تخافَ القَوَافِلُ

أَلَا يَا رَزَايَا الدَّهْرِ أهْلًا وَمَرْحَبًا

فَمَا عادَ خِلٌّ حُبَّ خِلٍّ يُبَادِلُ

حَرِيٌّ بِنَا قَتْلُ القُلُوبِ وَدَفْنُهَا

إذَا لَمْ تعُدْ فِيهَا لِخِلٍّ مَنَازِلُ

وَمَنزِلَةُ الخِّلِّ احتفاظٌ بِقَدْرِهِ

وَفهمُ سُؤالٍ حينَ يخفَى التَّسَاؤُلُ

إذَا كانَ مهمُومًا بصَدِّ أَذِيَّةٍ

عنِ الصَّدْرِ وَالدِّرْعُ الضُّلُوعَ تُنَازِلُ

فَمَا نَفْعُ بَأسِ الصَّدْرِ وَالدِّرْعُ تحتَفِي

بأمطار نِيرَانٍ هَواهَا التَّهَاطُلُ

حَنَانَيْكِ يَا دُنيَا الجِرَاحِ تَرَفَّقِي

بِنَفْسِ عَزِيزِ النَّفْسِ حينَ يُسَاجِلُ

فمَا عاشَ مَذْلُولًا وَ لَا كانَ هارِبًا

إذَا زَمجَرَتْ فِي النَّائِبَاتِ المَرَاجِلُ

وَ لَا هَدَّهُ وزْنُ الرزايَا على القفَا

 وَ لَا أوقفَتْهُ فِي المسيرِ الزَّلَازِلُ

أَيُطْعَنُ مِمَّنْ فِي حِمَاهُ ظُهُورُهُمْ

 وَظَهْرٌ لَهُ خُطَّتْ عَلَيْهِ الجَدَاوِلُ

قُلُوبُ الورَى تَبْكِي إذَا تَمَّ طَعْنُهَا

وَ جُرْحُ بَعِيدِ الذِّكْرِ باللَّهوِ زَائِلُ

فإنْ كانَ جُرْحُ العَبْدِ مِمَّنْ يُحِبُّهُ

فلَا لَيْسَ تُنْسِيهِ العذَابَ العَنَادِلُ

إذَا سقَطَ المحبُوبُ مِنْ عَيْنِ خِلِّهِ

فَمَاذَا سَيُعْلِيهِ وَ مَا الحِبُّ فَاعِلُ؟

ألَا إنَّ جُرْحَ الخِلِّ يُمْحَى بِلفظَةٍ

لتُكْتَبَ بَيْنَ المُفرَدَاتِ الفَوَاصِلُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن فريد مرازقة الجزائري

فريد مرازقة الجزائري

63

قصيدة

الشاعر فريد مرازقة الجزائري شاعر عمود بالعربية الفصحى.

المزيد عن فريد مرازقة الجزائري

أضف شرح او معلومة